حول مؤتمر 2012


منطلقات المؤتمر

 مبادئ الدّيموقراطيَّة والحريَّة والمساواة، والحقوق والتّضامُن مشتركة بين الدُّول الدّيموقراطيَّة المختلفة. مقابل ذلك فإنَّ أجهزة اتّخاذ القرارات وأجهزة انتخاب ممثّلي الحكم تختلف من دولةٍ إلى أخرى. من هذا المنظور هناك اختلاف كبير بين المدن المختلطة في الدُّول الدّيموقراطيَّة. هذا الاختلاف جديرٌ بالدّراسة والبحث ويجب تفحُّصه جيِّدًا كي نفهم كي يُمكن لنا تطوير القيم الدّيموقراطيَّة على الصّعيد المحلّي، والسّياسيّ والعالمي.

يتناول المؤتمر دراسة المدن المختلطة وغايته تفحُّص الطُّرق الحديثة لتحسين حياة الفئات السّكّانيَّة المختلفة فيها. كما سوف يتناول المؤتمر بالبحث مدى مقدرة أجهزة اتّخاذ القرار في المدن المختلطة على تحدّي الدّولة ومؤسساتها وتطوير معيشة مواطنيها، سكّانها، والعمالة المهاجرة فيها، وغيرهم.

خلال المؤتمر سيتم دراسة تأثير عدد من التغيُّرات الاجتماعيَّة التاريخيَّة التي تثير النّقاش حول المدن المختلطة في البلاد وفي العالم:

  1. تنامي الوعي المدني– تنامي الوعي المدنيّ بحقوق الإنسان والمواطن نتيجة للمعرفة المتراكمة في هذا المجال، ونتيجة لوسائل الإعلام الجماهيريَّة. يُطالبُ سكّان المدن وأفراد الشّرائح المختلفة بحقوقهم الثّقافيَّة، والمشاركة، وحريَّة التّواصُل. فئات سكّانيَّة مختلفة باتت تطالب بأن تسمع صوتها. أصبح التّنوُّع الذي كان موجودًا شفّافًا وهو يطالب بتطبيقه على أرض الواقع. غدا “الحقّ في المدينة” حقًّا معترفًا به في الأدبيّات المدنيَّة السّياسيَّة.
  2. عمليّاتالعولمة – يؤدّي فتح الأسواق العالميَّة إلى انتقال السكّان بين الدّول في العالم. بحثًا عن مصادر الرِّزق من جهة والاستثمار الاقتصادي من جهةٍ أخرى، يستوطن كثير من سكّان العالم (من مختلف الطّبقات) في بلدان ليست موطنهم الأصليّ. تخلق هذه العمليّات نسيجًا مدنيًّا جديدًا، ويولِّد في نفس الوقت مشاكل وفرص جديدة.
  3. ضعف الدَّولة القوميَّة – لا تجد كثير من المشاكل الموجودة في العالم حلولاً لها في المبنى السِّياسيّ الموجود في الدّولة القوميَّة. (جودة البيئة، الاقتصاد، الأمن العالمي، وغير ذلك). يبحث المواطنون، والسُّكّان، والمفكّرون، وعلماء الاجتماع والمخطّطون عن أطر اجتماعيَّة وسياسيَّة بديلة توفِّرُ حلولاً لهذه المشاكل. ثمَّة من يرى في المدن عمومًا وفي المدن المختلطة خصوصًا إطارًا ممكنًا لتطوير هذه الحلول.
  4. التّمثيل في الحكم المحلّي– هل تُمثِّل المؤسّسة المدنيَّة والقُطريَّة بشكلٍ صادق الأصوات المختلفة في المجتمع والجماعة المحليَّة؟ كيف يستطيع جهاز التّربية التّأثير على تمثيل واسع النِّطاق في مؤسّسات الحكم المحليّ بشكلٍ خاصّ والقطريَّة بشكلٍ عامّ؟ سوف تُعرض التناقضات الموجودة بين الحكم التّمثيليّ وبين المشاركة المباشرة بواسطة الإنترنتّ.
  5. مشاكل جودة البيئة – تشكِّل التّطوُّرات التّكنولوجيَّة الحثيثة خطرًا على التّوازُن البيئيّ العالميّ. تُقدَّم عمليَّة التّمدين الحثيث كحلّ ممكن للمشكلة وأحد أسبابها على التّبادُل. إنَّ النِّقاش حول التّوازُن البيئيّ هو نقاش عامّ حول العلاقات بين مبنى المجتمع وبين عمليّات الانتاج والاستهلاك لديه. إلى أيّ درجة يُمكن للمدينة بشكلٍ عامّ والمدينة المختلطة بشكلٍ خاصّ أن توفِّر إجابة على هذه التّساؤلات؟ (الاكتظاظ السُّكّانيّ، مواضع الحدائق الجماعيَّة والحدائق العامّة، فصل ودمج الصِّناعة والسّكنى معًا).