افتتاحية وترحيب


maximdinshteinphotography-261

عنات تسور، المدير العام لصندوق القدس

مساء الخير للجميع.

يصادف يوم الخميس المقبل اليوم الدولي للتسامح والذي أعلنته الامم المتحدة. وهو اليوم الذي يشدد على أهمية التعامل بتسامح مع الاخر ومع المختلف والمخاطر الكامنة في التعصب والتمييز وانعدام المساواة. يعرف كل من يعيش في القدس أن التسامح هي الكلمة المركزية في المدن المختلطة. لذلك فمن الصحيح والملائم ان نقيم هذا الاسبوع مؤتمر الحوار في المدينة المختلطة.

يعمل صندوق القدس، الذي بادر إلى هذا المؤتمر، منذ 50 عاماً من أجل تمكين جميع الفئات التي تكون المدينة من العيش فيها جنباً إلى جنب، ومن أجل منح كل واحدة من هذه الفئات الشعور بأن هذه المدينة هي وطنها، تماماً كما هي وطن الفئة الأخرى. الحوار والحياة المشتركة هما حجر الأساس لعمل صندوق القدس، والصندوق فخور بقيادة هذا المجال في المدينة.

العيش في القدس معناه العيش في مدينة تختلط فيها القوميات، والثقافات والأديان – فسيفساء بشرية تمنح المدينة سحرها الذي لا يخلو من التحديات. المدينة المختلطة تجذب أوضاعاً مليئة بالتوتر، ولكنها تجذب ايضاً فرصاً لخلق نسيج حياة مميز وحوار حقيقي. نحن هنا اليوم من أجل التعرف على طرق جديدة وخلاقة للحوار بين المختلفين قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، وعقد لقاءات بين المتخصصين والجمهور الواسع – لتجربة وتعلم واختبار طرق لقاء مختلفة، وتقييم الحوار القائم ولتكوين اطار لتعزيز التعاون والمبادرات الجديدة بين المنظمات.

نحن في الصندوق نؤمن ان هذا ممكن ونحن نثبت هذا في كل يوم، عبر عشرات المشاريع التي تمس بحياة آلاف الاشخاص في المدينة – يهوداً، ومسيحيين ومسلمين. اتمنى ان نتمكن مع جميع المشاركين في المؤتمر من الخروج من هنا مع افكار جديدة وخلاقة حول طرق صنع الحوار والأهم أن نتعلم جميعاً كيف نطبقها.

أتقدم بالشكر لمن دعم صندوق القدس في إقامة هذا المؤتمر، للمرة الخامسة: البروفيسور يان فيليب ريمتسما من ألمانيا، من خلال صندوق هامبورغ لتشجيع العلوم والثقافة الذي يدعم مبادرات كثيرة من أجل التسامح في المدينة.

اشكر شركاءنا في هذا المؤتمر – ليئة طوبياس، واوكي ماروشك كلارمان من كلية “آدم”، التي ادارت هذا المؤتمر لسنوات طويلة؛ ويغال سيمون وطاقم جمعية “في سر الحوار” الذين انضموا هذا العام لأول مرة وكانوا اضافة هامة؛ وسامي امسالم وافراد مركز تسيبوري، مركز التأهيل والقيادة، الذي قدموا المساعدة برحابة صدر؛ دفورا وياهف، الذين ركزوا العمل الميداني قبل المؤتمر؛ وبالطبع لزملائي في صندوق القدس – اودي شبيغل الذي تغلب على جميع الصعوبات وتالي فدرمان. شكراً لجميع المنظمات المشاركة في المؤتمر، ونحن نأمل أن يشكل هذا المؤتمر علامة فارقة مؤثرة في توسيع وتعميق الحوار في المجتمع الاسرائيلي.

ليئة طوبياس، مديرة الجمعية، صابر رابي، مدير برامج المجتمع العربي في اسرائيل – كلية آدم، يغال سيمون، رئيس جمعية “في سر الحوار”، الدكتور اودي شبيغل، مدير مجال التعليم في صندوق القدس.

mixed_cities_conference_2017-002

maximdinshteinphotography-52

يعقد صندوق القدس وكلية آدم هذا العام مؤتمر “الحوار في مدينة مختلطة – نلتقي ونجدد” وهو المؤتمر الخامس في سلسلة المؤتمرات التي تتناول الحياة في المدن المختلطة، ويعقد لأول مرة في مركز تسيبوري في غابة القدس. هذا العام انضمت أيضاً جمعية “في سر الحوار” لمنظمي المؤتمر، الذي سيتناول تعزيز الحوار في المجتمع الإسرائيلي كمجتمع متعدد الثقافات، ومتعدد القوميات وفي تجديد طرق اللقاء والحوار بين طوائفه. وذلك بهدف خلق فضاءات جماهيرية تقوم على الاحترام، ومنع الشكوك، والإقصاء والعزلة بين الطوائف، والقوميات والمجموعات المختلفة، واستبدالها بمشاعر الشراكة المدنية. شراكة تعني النظر إلى الاختلاف في الثقافة والقومية والجندرية والسن والاقتصاد، كمورد وكفرصة لحياة ملائمة ولعيش مشترك يقوم على المساواة والاحترام، متعدد الثقافات ومتعدد الأعراق.

احدى الظواهر المميزة في المجتمع الاسرائيلي هي تعدد وتنوع المبادرات والمنظمات والجمعيات والأفراد الذين يعملون على دعم الحوار والنقاش بين مجموعات مختلفة في اسرائيل. حقيقة كون دولة إسرائيل دولة استقطابية ممزقة وغير متجانسة بهذا الشكل يخلق حاجة دائمة لعقد حوارات بين قطاعات مختلفة ومجموعات فرعية والتي تشعر في أحيان متقاربة بأنها تهدد بعضها البعض: اليهود والعرب، المتزمتين والمتدينين والعلمانيين؛ سكان المركز وسكان المناطق المهمشة؛ الانقسامات الجندرية وما شابه. قسم من مميزات هذه المجموعات المستقطبة في اسرائيل هي التوتر والتمزق وصعوبة الحوار وفهم الاخر – والى جانبها تقام مبادرات عديدة تحاول بناء وساطة واقامة حوار هادف يحقق التقارب. مؤتمر خاص يسمح للمشاركين فيه – من مهنيين وجمهور واسع- بتجربة وتعلم واختبار طرق اللقاء مختلفة، وتقييم الحوار القائم وخلق اطار لتعزيز التعاون والمبادرات الجديدة بين المنظمات. وافتتاح المؤتمر هو فرصة لأتقدم بالشكر لجميع هذه المنظمات التي عرضت خلال المؤتمر نماذج مختلفة لاقامة الحوار اللقاءات بواسطة أدوات وتقنيات وتشكيلة من أساليب العمل.

سمح عقد المؤتمر في مركز تسيبوري باقامة اطار يختلف عن المؤتمرات التي اقيمت في السنوات السابقة: خلال يومين ستقام 38 ورشة عمل في مواقع مختلفة وفي نفس الوقت. ستقام الورشات في المبنى الرئيسي للمركز، قسم منها في الخيمة داخل الغابة، وقسم منها سيقام على العشب بجانب البركة، بينما ستقام عدد من الفعاليات في الغابة نفسها. في كل لحظة ستقام ما بين 7-8 ورشات وفعاليات مختلفة في انحاء مختلفة من حرم تسيبوري، حيث ستتم دعوة المشاركين للاجتماع في ورشات تلخيصية، ولقاءات اجتماعية، للاسترخاء والراحة في الاستراحات وعند الوجبات.

ترغب كلية آدم في البداية ان تشكر صندوق القدس على الدعم الكبير الذي يقدمه منذ سنوات لإقامة هذه المؤتمرات، وخصوصاً تجنيد المساهمة السخية للبروفيسور ريمتسما وصندوق هامبورغ من ألمانيا والتي سمحت بإقامتها لأول مرة قبل خمس سنوات. تتقدم كلية آدم بالشكر لجمعية “في سر الحوار” التي تعمل على تعزيز الحوار بين المجموعات المتنازعة في اسرائيل، وعلى مشاركتها في أعمال التحضير قبل المؤتمر، حتى بدايته وإقامته في اليومين المقبلين.