(16 تشرين الثاني 2016)
الموجه: ايتان بيري، رئيس التجمع، هبوعيل قطمون القدس.
المتحدثون:
- شاي غولوب، رئيس ” يتسيع / المدرج” – منظمة مشجعي الفرق الرياضية في اسرائيل.
- ابراهيم ابو صعلوك، ناشط في المجتمع العربي في اللد
- د. ايتسيك الفاسي، رئيس ومؤسس فريق بيتار نورديا القدس.
- دافنا غولدشميدت، مشجعة وعضوة ادارة، هبوعيل قطمون القدس
- ارثور كوهين، مدير انتر كامبوس القدس
ايتان بيري:
كرة القدم هي احدى الادوات القوية التي تسمح بالالتقاء مع الناس في كل مكان في العالم وفي كل وقت. في أي مكان في العالم يمكن دوماً بدء حديث حول كرة القدم. هبوعيل القدس هو فريق كرة قدم عريق. اقيم هبوعيل قطمون القدس في الأساس من أجل الحفاظ على وجود هبوعيل القدس. التقيت في المرة الاولى في استاد تيدي بأشخاص لم يكبروا في المكان الذي كبرت فيه. هناك في القدس اشخاص كثيرون خلفياتهم مختلفة ولكن ليس هناك الكثير من الأماكن التي يلتقون فيها. في تيدي كانت هناك تشكيلة واسعة من الناس، ووجدت أنه في اللحظة التي تلبس فيها اللون الأحمر، تصبح جزءاً من مجموعة كبيرة من الناس من اصول مختلفة. في الجلسة سنتحرك من العالمي إلى المحلي، سنسمع عن النجاحات وكذلك عن الاخفاقات.
شاي غولوب:
قصتي الشخصية يمكن ان تمنح نظرة حول ما يحدث في العالم. قبل عشر سنوات تقريباً انهيت دراسة اللقب الأول في جامعة بن غوريون في موضوع الجغرافيا والتخطيط الحضري، وفي المقابل أنا مشجع لهبوعيل كفار سابا. وجدت نفسي أسأل ما هي وظيفتي كمشجع لكرة القدم – هل هي التصفيق فقط أو العكس؟ في غوغل وجدت تقريراً لمنظمة كانت فعالة في تلك السنوات في بريطانيا، وقامت بدعم المشجعين – الأموال كانت متوفرة في النوادي والدولة منحت القوة للتنظم وللانتماء إلى النوادي.
اردنا إقامة شيء مشابه في البلاد، فكانت منظمة “يتسيع / المدرج” والتي هي منظمة تجمع عدة مجموعات من المشجعين. موضوع مشاركة المشجعين بدأ بالتطور، والكثير من الناس شعروا ان في هذا ثروة جماهيرية. ما حصل في السابق هو أن الفريق توقف عن كونه خاصاً بالمجتمع، وصار مملوكاً لمن يأخذه، والمشجعين ارادوا استعادة الفريق. بدأنا بالاطلاع على النماذج في اوروبا. النموذج التقليدي هو أن يمتلك المشجعون معظم الاسهم أو جميعها. وهناك نموذج آخر يكون فيه المشجعون شركاء في ادارة الفريق، وهذا معقد أكثر. الموضوع ما زال حديثاً في العالم، ويبرز السؤال ان كان بامكان المشجعين ان يمتلكوا فريقاً لوقت طويل، وهنا يدخل أيضاً النقاش القيمي.
أرتورو كوهين:
أتيت من ايطاليا، تعلمت في الجامعة العبرية وقررت البقاء. أحببت كرة القدم منذ الصغر، وتشجيع النادي وما يمثله. أقيم فريق انتر ميلانو عام 1908، لأنه في ميلانو كان هناك فريق واحد فقط يدعى ميلان. الكثير من الناس ارادوا نادياً يمكنه استقبال لاعبين من العالم ايضاً. حضر مالكون جدد، عائلة موراتي، عائلة من البورجوازيين المثقفين من ميلانو، تتعاطف مع اليسار ومع ايديولوجيا تعدد الثقافات وتعدد القوميات. هم من احضر رونالدو إلى ميلانو، ولذلك قرروا فتح برنامج انتر كامبوس والمخصص لتطبيق فكرة تعدد القوميات. بدأوا في البرازيل، في ريو دي جانيرو، بهدف انقاذ الصغار في مسقط رأس رونالدو، ومن هناك تطور إلى مدرسة ولبرنامج وصلت الى مناطق أخرى في البرازيل. ادرك رونالدو ان هناك امكانيات هائلة: احضار انتر إلى أماكن تعاني من النزاعات او المشاكل في العالم واحداث تغيير في المجتمع. وصلنا اليوم إلى 33 دولة في العالم – في افريقيا، يوغوسلافيا، الشرق الأوسط، اسرائيل والضفة الغربية، في جنوب تل أبيب اقمنا مدرسة لكرة القدم مع لاجئين من السودان واريتريا. اقمنا أيضاً فرعاً في الضفة الغربية وفي اسرائيل، والذي يعمل مع اولاد فلسطينيين، نصفهم من السلطة ونصفهم من بيت صفافا.
بعد عملية “الرصاص المصبوب” مرت فترة صعبة على الجميع، وكان من الصعب اقناع الأهل بالسماح لأبنائهم باللعب في بيت صفافا مع اولاد من شطري المدينة. قبل عامين بدأنا، واليوم 62 ولد من الصفوف الأول والثاني والثالث والرابع يلعبون في اطار فريقين. البرنامج مجاني، تمول انتر كل شيء. نلتقي كل اسبوع ومرة في الشهر نقيم مناوبة وحدثاً رياضياً. في الشهر القادم – يصل الفريق من ايطاليا إلى بئر السبع، إلى استاد تيرنر. قبل المباراة سنقيم حدثاً مع الأولاد والأهل، وبعدها ندخل معاً إلى استاد تيرنر.
ابراهيم أبو صعلوك:
اللد هي مدينة مختلطة. 25% من السكان عرب. في سنوات السبعين كان هناك فريق كرة قدم، “هبوعبل اللد”، عرباً ويهود، كل رأى فيه فريقه الخاص. اليوم هناك “أبناء اللد”، ولكن الوضع مختلف لأن معظم السكان في اللد لا يرون في فريق “ابناء اللد” فريقاً يمثلهم. صحيح أن معظم اللاعبين هم من اليهود، وفي فريق الشباب هناك عرب ويهود، ولكن المجموعة لم تنجح في ان تكون فريقاً لجميع السكان. اذا لعب هذا الفريق ضد القطمون، اليهود من اللد سيأتون لتشجيع القطمون وليس أبناء اللد. اذا حضر رئيس البلدية لحضور المباراة، ربما يساعد هذا الأمر. يجب ترسيخ الوعي لدى الصغار، ربما عبر المعلمين والمدراء في المدارس. لدينا يتدخل السياسيون أيضاً في الرياضة. لذلك كل من له علاقة بالمجال، عليه ان يساعد في تعزيز شعور سكان اللد بأن هذا الفريق هو ملك لهم، لأن الرياضة هي أمر يجمع بين الناس. نحن سنواصل العيش في نفس المدينة واذا كان الوضع جيداً، سيكون جيداً للجميع، وان كان سيئاً – سيكون سيئاً على الجميع. يجب ان نبحث عن الاشياء التي تربط بين الناس، وكرة القدم والرياضة بشكل عام تربط بين الناس. فيمكن مثلاً رؤية اشخاص يشاهدون فريق كرة قدم معاً – كلهم يشاهدون معاً وكلهم يشتمون معاً، واحياناً بنفس الشتيمة…
ايتسيك الفاسي:
انا اخصائي نفسي اجتماعي، باحث ومحاضر في هذا الموضوع. انت لا تختار الفريق، ولكنك تولد معه، بيتار هي جزء من الدي ان ايه الخاص بك. في منتصف العقد الماضي بدأنا باختبار نزاع صعب بين القيم الخاصة بنا كبشر، دون علاقة بيمين أو يسار. هذا بدأ مع بدء فعاليات منظمة “لا فاميليا”. في الماضي أيضاً شارك مشجعو بيتار القدس في امور عنيفة، ولكن الأمر أصبح أكثر خطورة.
مع منظمة “لا فاميليا” اصبح الامر ايديولوجيا وتخطى كرة القدم. مثلت المنظمة المحرومين في السابق، ولكن في نهاية سنوات التسعين وبداية الالفين، حصل تغير في النظرة، مع اقامة منظمة “لا فاميليا”. كان تعاملنا في البداية في المدرج نفسه، المدرج الشرقي، لأننا لم نكن مستعدين للتنازل. ايتسيك كورنفاين رئيس النادي حاول محاربة الأمر، وتم تجاهله من قبل المجتمع ومن قبل مشجعي بيتار القدس ووجد نفسه يواجه هذه الظاهرة وحيداً. فشلنا في تقديم العون له – للأشخاص مثلنا، الذين بعيشون خارج عالم كرة القدم ويعتبرون البلطجة غريبة عليهم تماماً، كانت المواجهة بلا طائل.
وحصل في إحدى الحالات أن استلت سكين، وهددوا بها احد المشجعين، وهددوا بأنهم في المرة القادمة “سيعالجون أمره”، ولكننا لم نتنازل. الذروة كانت عام 2013 عندما وقعت بيتار مع لاعبين مسلمين من الشيشان. أقامت “لا فاميليا” مظاهرة عنيفة كانت موجهة أولاً ضد الفريق. غادر الكثير من الناس، قالوا بأنهم لا يستطيعون القدوم أكثر للمباريات بسبب العنف. عندها عبرنا عن دعمنا للفريق، ولكن في نهاية الأمر انتهت القصة بأن وجد اللاعبان المسلمان ومن أحضرهما انفسهم خارج الفريق.
فهمنا اننا لا نستطيع ان نكون جزءاً من هذا الأمر. هناك من قالوا بأنهم لم يعودوا من مشجعي بيتار، ولكننا قلنا بأن هذه ليست بيتار، وأننا سننشئ بيتار من جديد على أساس قيم وطنية، وليبرالية وفخر بالقومية اليهودية وكذلك انه لا يوجد شخص أفضل من شخص آخر، كما قال جابوتنسكي. البطاقة القيمية هي العودة للقيم الأصلية لفريق بيتار، لأن القيم الأصلية اختطفت من قبل جهات عنيفة. نحن الآن في الدوري (ب) بدل الدولي الأول في القائمة، هناك ايضاً نشاطات تثقيفية اجتماعية، ولكن الرسالة الأهم هي حقيقة وجود الفريق الجديد. معظم الصغار في المدينة هم من مشجعي بيتار، ولديهم الآن بديل بأن يكونوا شركاء لبيتار أخرى. الآن نحن نجتذب القليل من المشجعين، ولكننا نكبر شيئاً فشيئاً وندخل عملية تغيير طويلة وصعبة، والتي اقدر انها ستستغرق وقتاً طويلاً، حتى تعود بيتار إلى سابق عهدها.
ايتان بيري:
دافنا هي من ممثلي مشجعينا في ادارة هبوعيل قطمون القدس. وقد أقيم هذا الفريق قبل عشر سنوات من أجل إنقاذ فريق هبوعيل القدس.
دافنا غولد شميدت:
أنا عضوة اللجنة الادارية في هبوعيل القطمون وأنا مشجعة. سيحتفل هبوعيل القطمون بعيده العاشر قريباً. الفعاليات كبرت بشكل كبير الآن – 1600 ولد ومن مناطق مختلفة في القدس، ناشطون اليوم في هبوعيل القطمون. الهدف هو اقامة حوار، وصنع مكان يمكن فيه ادارة حوار. مثل المدرج مرة شيئاً تعددياً يضم قسماً كبيراً من المجتمع. بدأت المبادرة في المدرج بين المشجعين. كل شيء تقريباً يتحرك بقوة المشجعين الذين يشعرون بالمسؤولية لتربية جيل اقل عنصرية وأكثر احتواءً. قبل ثماني سنوات، عندما وصلنا، كان الاولاد في الخارج ولم يتمكنوا من اللعب في الملاعب. اليوم يمكننا رؤية النتائج، فالتغيير يحتاج وقتاً.
كنا نوعاً من الرياديين. يشارك اليوم 1600 ولد في نشاطات اجتماعية، الاولاد الذين ليس لهم اليوم بديل. اليوم لا توجد ملاعب متوفرة للسماح لمزيد من الاولاد باللعب. هناك 16 ملعباً ونحن نكافح للحصول على الموارد، هذه ضائقة علينا تخطيها. على كل أرض يمكن بناء برج سكني لدافعي الارنونا. نحن نحاول اقامة مراكز تعليم يتعلم فيها الاولاد العبرية والعربية. هناك ميزانية ومشجعين يجمعون ثمانية مليون شيكل، ولكن ليس هذا الأهم بل التطوع. ايتان ادخل للنموذج موضوع التطوع. أولاً نسأل الناس، قبل الدفع للجمعية، كم هم مستعدون للتطوع. فهمنا انه عبر التطوع يمكن الاستفادة من قوة المشجعين، من أجل اقامة النشاطات الاجتماعية.
ايتان بيري: هناك مشكلة بأنه لا يوجد ما يكفي من الملاعب، ولذلك يوجد أيضاً ازعاج للجيران الذين يسكنون بجوار الملاعب. هناك آلاف الأولاد الذين يحتاجون مكاناً للعب. اذا انتقلت كل فرق الشباب إلى خارج القدس كما في خطة بلدية القدس، عندها سيغادر الجميع مراكز الأحياء ولن يزعجوا الجيران.
دافنا غولدشميدت:
يشارك في فعاليات دوري الأحياء 400 بنت، وقد فزن بكأس الدولة، اللقب الاول لهبوعيل القطمون. حظينا بفريق بنات مميز جداً. هناك ايضاً دوري يسمى “ماما قطمون”، والذي رغم اسمه لا يقتصر على الأمهات، وهو الفريق الوحيد الذي يلبي الحاجة لفريق نسائي. هناك ست فرق من الأمهات والنساء اللواتي يشاركن في فعاليات لمرتين في الاسبوع، اثنتان منها في مرحلة الانشاء. هن يتدربن في بيت الشبيبة. ولكن أحداً لم يعلم النساء كيفية اللعب وكيفية التمرين، وهن يتعلمن هناك.
نحن نحب أن نسمع وننصت للاحتياجات ونلبي الحاجات. في كل مكان نحاول أن نتعرف على الاحتياجات لأن هذا ما يعطينا الحق والقدرة على البقاء لفترة طويلة. فريق البنات اللواتي فزن بكأس الدولة للبنات هن حتى سن 12. معظم البنات يأتين من إفرات، وهذا هو الأمر الأكثر بروزاً، بنات يلعبن مع بنات من شعفاط وكذلك من بيت صفافا، وهكذا يخلقن حواراً بين الأحياء. الامر الرائع والمثير للمشاعر هو رؤيتهن ورؤية فرق أخرى تجتذب بناتنا. ويحصل أن تغادر لاعبات وهذا يؤلمنا كثيراً ولكننا نحترم قرارهن. هذه الفعالية هي الاكثر تأثيراً. فهن يلعبن بشكل رائع، ونلاحظ هناك ان التمييز الجنسي والعنصري أصبح من الماضي. نرى بنات مثقفات يحملن قيم عالية، ويعرفن الأحياء. كان هناك خوف في السابق، ولكن ليس اليوم. فقد كان من الصعب احضار هؤلاء البنات، وكانت السياسة في كل مكان. نجحنا بزيادة عدد البنات المشاركات في الفعاليات، وهذا يملؤنا بالكثير من الفخر.
أرتورو كوهين:
القصة الأكثر تميزاً هي أننا نجحنا في اقامة الفريق في أيلول 2014. في البداية ساد شعور بأن اليهود يأتون خائفين، ولم تكن بين البنات لغة مشتركة لأنهن لا يتحدثن نفس اللغة. اللحظة التي مثلت البداية وفتحت صفحة جديدة كان عندما طلب والدين اثنين، يهودي وعربي، أن يكونا جزءاً من الطاقم، وطلبا اقامة مجموعة يكون الأهل جزءاً منها. اليوم هناك 40 من الأهل من خلفيات مختلفة يحضرون مبارياتنا الخارجية أمام هبوعيل بئر السبع.
مرت السنتان وكأنها عشر سنوات. كرة القدم هي أداة رائعة، لأن الناس يحبونها بشكل طبيعي. انا جئت من مكان يلعب فيه الجميع كرة القدم كنشاط أساسي في حياتهم، ورأيت أن هذا متعلق أيضاً بالنظرة إلى الحياة والعلاقة التي يمكن خلقها بين الناس. إننا نحاول هذه الأيام ان نفتتح مجموعة لانتر كامبوس في النقب، وفكرنا في أن يلعب في هذا الفريق يهود وعرب من الجنوب. في مناطق السلطة تدخل انتر في محاولة إقامة الفريق ساعد كثيراً، لأن الاسم “انتر” يعكس حيادية تساعد جداً في تنفيذ الاجراءات.
د. ايتسيك الفاسي:
قصتنا الاكبر هي حقيقة وجود نادينا، نادي بيتار نورديا. وانه يمكن ان ترى في مدرجاتنا مشجعين ومشجعات متدينين، علمانيين، عرب، يهود، يمنيين، يساريين والذين يعكسون الفسيفساء الهائلة في هذه المدينة، وكل شخص يرتبط بقصة بيتار نورديا بطريقته الخاصة. يمكننا التقاء اناس في المدرج لم نكن لنلتقي بهم في أي مكان آخر، وهم يديرون الفريق حتى على مستوى الاهتمام بغسل ملابس الفريق أو تحضير الساندويشات.
بيتار نورديا هو أكثر من فريق مجتمعي. في نظري ليس هناك شيء يدعى ملكية المشجعين. في هذه الناحية هبوعيل القطمون هو فريق رائد، كنموذج لفريق ينتمي فعلاً لجمهوره، وبدون علاقة بسؤال من يضع المال؟ الموضوع هنا هو المساهمة، والشعور بأن الفريق ينتمي للجمهور. لدينا مثلاً عضو في الجمعية اسمه طاهر، تربطنا صداقة حميمة. واعتقد أننا لم نكن لنلتقي به دون كرة القدم ودون بيتار. كان هو مشجعاً لبيتار شأنه شأن الكثير من العرب في المدينة، وبيتار نورديا في نظره هي فرصة للشعور بالحب كمشجع لبيتار كما هو كشخص وكعربي. نحن فخورون جداً بهذا الأمر. القصة الأجمل هي لمباراة جاء اليها بعض الأولاد، جاؤوا لرؤية ما هي بيتار نورديا، ثم وجدوا أنفسهم في المدرج مع سترات لا فاميليا يشجعون لاعباً عربياً في بيتار نورديا أحرز هدفاً.
شاي غولوب:
قبل شهرين تواصلت مع البروفيسورة تامار رابابورت والتي أصدرت كتاباً عن هبوعيل القطمون. وقد سألتني اذا وجدت حالات أخرى تشبه بيتار نورديا في العالم. في الدوري البولندي الممتاز يوجد فريق بإسم بولونيا فيرشا، وهناك أيضاً حاول المشجعون التغيير من داخل الفريق، وارادوا اقامة فريق بأنفسهم. ولكن في القصة البولندية كان الأمر اكثر تعقيداً وبيروقراطية، حيث كانت هناك قوانين جيدة جاءت لتحمي النوادي، ولكنها كانت في الواقع معقدة ومثقلة. حضر النازيون الجدد وفجروا ناديهم الجديد الذي أقاموه. لقد تبدلوا عدة مرات وعملوا ثلاث سنوات وكان من الصعب عليهم اقامة الفريق لأنهم عانوا من عنف النازيين الجدد، ولكنهم نجحوا في النهاية.
ابراهيم أبو صعلوك:
كناشط اجتماع استطيع القول بأنه في أغلب الأحياء العربية لا توجد ملاعب. في مرحلة ما اراد الأولاد العرب أن يلعبوا، عندها تواصلنا مع أشخاص في الأحياء اليهودية، وطلبنا أن نأتي بالأولاد ليلعبوا هناك. اليوم يلعب الأولاد اليهود في الملاعب ثم يأتي الأولاد العرب ويلعبون هناك، ولكنهم لا يلعبون معاً.
إيتان بيري:
دوري الأحياء هو دوري للبنات والأولاد الذي ليسوا بالمستوى الكافي للعب في دوري المراهقين، ليسوا في الفريق الرسمي. هم يأتون ايضاً لمركز التعليم مع متطوعين، وهناك اليوم أيضاً مشروع “بيرح”. الولد الذي لا يأتي لأداء واجباته المنزلية في مركز التعليم، لا يمكنه الحضور للعب كرة القدم. فرقنا والتي لا تشبه فرق انتر كامبوس، لا تشارك. ولكننا نحضرهم من احيائهم لمباريات يرتدون فيها سترات دوري الأحياء، وعندها يجلسون في المدرج معاً، ويفرحون حين يحرز اللاعب هدفاً، وعندها يتعانقون. قبل سنتين سألنا الأولاد اليهود: هل تتواجدون مع الأولاد الفلسطينيين خارج الفعاليات؟ وسألنا الفلسطينيين: هل تقابلون يهوداً خارج نطاق الفعاليات؟ جميعهم أجابوا بالنفي، باستثناء أولاد بيت حنينا وأولاد بسغات زئيف، وهذا يعتبر انجازاً. الأهل قالوا بأنهم لا يريدون السياسة، واقنعناهم بأن هذا أمر يتعلق بالقرار الشخصي وبالثقافة. تبين أن هناك ملعب صغير بين بيت حنينا وبسغات زئيف، يدعى ملعب تيدي، وقد تقاتلوا دوماً على الملعب. ولكن لأنهم يعرفون بعضهم الآن، فانهم يلعبون اليوم معاً كل يوم تقريباً. لأن كرة القدم تعتبر شعبية من ناحية وغير سياسية من ناحية أخرى وهي تسمح بمثل هذه اللقاءات.
سؤال من الجمهور:
(يسأل الدكتور ايتسيك الفاسي): اريد ان اعرف ما الفرق بين نشاطات السيد مزراحي ونشاطاتكم في بيتار نورديا.
د. ايتسيك الفاسي:
السيد مزراحي هو من منظمة لا فاميليا، وهو من قاد “الاحتجاجات” والتي كانت بالفعل عرضاً للبربرية والعنصرية ضد قرار بيتار باستجلاب لاعبين مسلمين، والتي بلغت ذروتها في المظاهرة التي نظمها ضد كورنفاين، والتي قاموا فيها بتوجيه شتائم ذات طابع جنسي ضد زوجته. انا سعيد أن السيد مزراحي اصبح متديناً الآن، ولكني اقل اقتناعاً بالنسبة لنواياه. تم الزامه من قبل المحكمة بدفع تعويضات لكورنفاين واتهم بالتحرش الجنسي في أعقاب تلك المظاهرة. توجه لأصدقائه في لا فاميليا، الذين ساعدوه في دفع الغرامة، وعندها عاد إلى رشده واكتشف فجأة أنه يعارض العنف والعنصرية. وصار يكسب المال بفضل الناس الذين يسمعون قصته ويصدقونها واستطاع تسديد الغرامة. في رأيي لا توجد مقارنة بين مزراحي وقصة بيتار نورديا.
سؤال من الجمهور:
هل هناك تعاون بين الفرق المقدسية وفرق كرة القدم الفلسطينية؟
أرتورو كوهين:
من الصعب التعاون مع فرق فلسطينية. يمكن التعاون مع أشخاص يأتون من جبل المكبر، ولكن ليس بإسم نادي جبل المكبر.
إيتان بيري:
سافرنا معاً، مشجعون اسرائيليون وفلسطينيون قبل ثلاث سنوات إلى ألمانيا لرؤية مشاريع اجتماعية لمشجعين ضد العنصرية. التعاون عندنا معقد جداً. في دوري الأحياء جزء من الأمور التي نجحنا بالقيام بها كان متعلقاً بالتعاون. هذا ممكن اذا كان قائماً على ارادة طيبة. يسود شعور بأننا نتقدم ثم نتراجع إلى الخلف بسبب المعارضة.
ابراهيم أبو صعلوك:
كل من يعمل في المجال يجب ان يفصل الرياضة عن السياسة، الناس يتصارعون ويتجادلون ويتباعدون. ولكنهم إن حضروا للعب فهذا يربطهم ببعض.
د. ايتسيك الفاسي:
أنا لا اتفق مع ما قيل – اعتقد ان هناك خوف من كلمة سياسة. ما يقوم به الجميع في الجلسة هنا هو السياسة بعينها، السياسة من الكلمة (بوليسي)، سياسة. نحن نتحدث عن تكتلات. ولكن لا داعي للخوف من كلمة السياسة ومن اختلاف الآراء، بل التأكيد على أننا ان نحترم ايضاً رؤية الآخر وليس تغليفها بغلاف من السكر يوحي بأن كل شيء على ما يرام. نحن نعيش في مدينة صعبة جداً، ومن الصعب علينا في بيتار نورديا أن نحضر لاعبين عرب إلى الفريق، لأن هناك منافسة كبيرة مع الدوري الفلسطيني الذي يدفع لهم الكثير من الأموال، كما أن الكثير منهم لا يرغبون بالحضور. من ناحية أخرى يجب ان يكون هناك استعداد للتعاون. لكلمة تعاون وقع سلبي، ولكن يجب أن تكون هناك استعداد وارادة طيبة للتعاون بشكل عملي. القدس ليست مدينة مختلطة بل مدينة مقسمة. يجب على الجانبين ان يتحلوا بإرادة ايجابية، وحقيقة انه لا يوجد هنا ممثل عن شرقي القدس له معنى واضح.
د. أوكي ماروشك كلارمان:
كان من المفترض أن تشارك مديرة نادي مشجعين من شرقي القدس في الجلسة، ولم تتمكن من الحضور لسبب عائلي وليس سياسي.
دافنا غولدشميدت:
بالنسبة للميزانية: هناك متبرعون. هناك مشجعون من اصحاب المصالح التجارية يقدمون مبالغ تراكمية تصل إلى مليون شيكل. ولكن الاهم هو ليس المال ولكن مستوى التطوع في هبوعيل القطمون، والذي يبلغ اليوم حوالي ثلاثة ملايين شيكل – فريق اعلامي وطاقم توجيه لآلاف الأولاد وغيرها. أي ان الامر ليس موضوع مال فقط ولكن حمل المسؤولية والاستعداد للقيام بالعمل. نحن نخلق قناعة بأن على المشجعين أن يتطوعوا. قبل عشر سنوات ضحكوا علينا، لم يعرفوا كيف ينظرون الينا. رأينا أنه بالامكان تحمل المسؤولية وبامكاننا أن نعمل وننجز في هذا المكان من الأرض.
شاي غولومب:
الاختبار هو في شعور الملكية. عندما يشعر الناس أنهم يمتلكون شيئاً، فهم سيقومون بعمل الكثير من أجل الفريق. انا أفكر بأماكن أخرى في البلاد، مدن أخرى مختلطة مثل اللد أو الرملة، والذي على الأغلب ان كانت هناك مرحلة أولى، فسينجح الأمر لأنه لا فعالية تضاهي ما تقدمه كرة القدم.
סיכום ועריכה: אסיף הוצאה לאור, מרכז כתיבה ועריכה