(16 تشرين الثاني 2016)
الموجهة: د. أوكي ماروشك كلارمان، المديرة الأكاديمية في كلية آدم
المتحدثون:
- أصفهان بهلول، كلية مندل للعلوم الانسانية، الجامعة العبرية.
- د. ثابت أبو راس، مدير مساعد، مبادرات صندوق إبراهيم.
- د. شلومو فيشر، مستشار علمي، “يسودوت” – المركز لدراسات التوراة والديمقراطية.
أوكي ماروشك كلارمان:
تحية للجميع، تتعامل انظمة التعليم المختلفة في القدس مع موضوع المدينة المختلطة بطرق مختلفة، وحتى الحكم عليها هو موضع خلاف. سنتطرق للمدارس “العادية”، والتي تتم فيها نشاطات مختلفة ومتنوعة من أجل تعليم مجموعات مختلفة.
أصفهان بهلول:
سأتحدث عن تعليم موضوع الكارثة في المدارس العربية. في دراساتي للحصول على شهادة في جامعة حيفا درست الطريقة التي يتم فيها التعامل مع موضوع الكارثة في الصحافة العربية في اسرائيل. درست الذاكرة الجماعية للكارثة التي يتميز بها الخطاب في الصحافة العربية. الذاكرة الجماعية ديناميكية وعملية. الذاكرة الجماعية هي اجراء وصفي يتحرك من الماضي إلى الحاضر ومن الحاضر إلى الماضي.
في عام 2008 اتخذ قرار بإضافة سؤال الزامي عن الكارثة في امتحان البغروت ومن حينها بدأ تعليم الموضوع في مناهج التعليم العربية. في عام 2009 بدأ برنامج مئة مصطلح تراثي ايضاً في المدارس العربية. نبعت هذه القرارات نتيجة لحالة من إهمال القيم في المجتمع الاسرائيلي اليهودي. توقعوا ان هذا الاستخفاف موجود أيضاً لدى التلاميذ العرب، ولكن ما هي الصلة بين الطالب العربي وبين هذه القيم؟
في سنوات الخمسين كان هناك قرار بأن يكون جميع المدرسين الذين يعلمون في المدارس العربية يهوداً، ممن قدموا من دول عربية. كانت الدولة في بداياتها، وحاولت خلق السبل للسيطرة والإجبار. ما زال هذا يحدث حتى يومنا هذا، القرار الذي اتخذ عام 2008 هي نوع من السيطرة والاجبار. قابلت معلمين من الوسط الدرزي ومن الوسط العربي من أجل فهم كيف اتخذ قرار تعليم موضوع الكارثة في الوسط العربي. كان من الصعب عليهم القبول بالقرار. أولاً، لأنه لم تتوفر مواد عن هذا الموضوع باللغة العربية. وتوجب على المعلمين أن يترجموا المواد الموجودة في مصادر المعلومات العبرية. وفيما يتعدى المشكلة التقنية، كانت هناك مشكلة الاكراه – لماذا يفرضون على العرب رواية الشعب اليهودي، بينما تغيب الرواية الفلسطينية عن المشهد؟ هذا نوع من الاقصاء.
يتم تعليم موضوع الكارثة في المجتمع العربي ضمن وحدة في مساق التاريخ، وفي امتحان البغروت يوجد سؤال الزامي حول الموضوع بقدر بـ 24 علامة. لا يتم تعليم موضوع النكبة في نظام التعليم اليهودي. من الممكن ومن الجيد أن نستخلص الكثير من العبر من تعليم موضوع الكارثة. تعليم رواية الطرف الاخر يمكن أن يقرب بين الطرفين، بشرط أن تكون هناك مساواة بدل الاقصاء.
ثابت أبو راس:
ما هي المدينة المختلطة؟ القدس ليست مدينة مختلطة بل مدينة مقسمة. لا يمكن اليوم التغاضي عن قانون المؤذن. بنية طيبة يمكن حل المشكلات، ولكن قانوناً من هذا النوع سيوسع الهوة. الصدع المركزي في البلاد هو الصدع القومي، العربي – اليهودي. نحن في صندوق إبراهيم ادركنا أن اللغة هي موضوع رئيسي. الاعتراف بالاخر يجب أن يبدأ من الاعتراف باللغة والثقافة. نموذجنا يتمثل في معلمين عرب يعلمون اللغة العربية في المدراس اليهودية، ومعلمون يهود يعلمون العبرية في المدراس العربية.
تعمل معلمات عربيات في أكثر من 200 مدرسة يهودية في أنحاء البلاد. درس معهد “سالد” هذا النموذج ووجد أن ثلثي المدراء يعتقدون ان المعلمات العربيات قد اندمجن بشكل كبير أو بشكل كبير جداً. 91% من المدراء كانوا راضين عن البرنامج وأوصوا بتطبيقه في مدارس أخرى. المعلمات العربيات ابلغت بأنهن أصبحن أكثر تفهماً لليهود نتيجة اندماجهن في المدارس اليهودية. معلمون يهود يعلمون اليوم في حوالي 40 مدرسة عربية. هذا الامر ينجح. وقد بدأ هذا في العام الماضي فقط. هذا الأمر معقد وليس بالسهل، خصوصاً بسبب الواقع السياسي. ولكن مع كل هذا التعقيد هناك رغبة كبيرة للاعتراف بالاخر. هناك اليوم توجه لتعلم اللغة العربية. وهذا أمر يثلج الصدر.
يعرف العرب الثقافة اليهودية، انا اعرف ما هو الـ”هورا” وما هي “الرقصة اليمنية”، ولكن المجتمع العربي أشاح بوجهه عن الاعلام الاسرائيلي وهو يستهلك اليوم الاعلام العربي بشكل أساسي. هذا اضعف معرفة اللغة العبرية لدى الجمهور العربي، وهذا احد الحواجز امام اندماج الشباب العرب في سوق العمل. اليهود لا يعرفون الثقافة العربية بسبب حاجز اللغة، وهم بالتأكيد لا يفهمونها.
الفضاءات العامة مشتركة بيننا، ويجب ان نحاول تقليص الافكار المسبقة. المجتمع المشترك هو أمر مهم. نحن ملزمون بهذا الموضوع ليس من ناحية اللغة فقط. يجب ان نحول الحرم الجامعي إلى مكان للجميع أيضاً. نصف الطلاب في كلية الجليل الغربي هم من العرب، ولكن ليس في انحاء الحرم الجامعة أي لافتة بالعربية. هناك فقط محاضرين اثنين من العرب. يقام حفل التخريج خلال شهر رمضان. ليس هناك بديل للحوار المتواصل. هذا وطن مشترك. نحن هنا. يجب ان نتحدث طوال الوقت، حتى عن الصعوبات. يجب أن نفهم ما هي النكبة. الاجبار ليس الحل، والانقسام أساسه الخوف. هناك اليوم مع الاسف حديث متزايد عن التخويف. بدل هذا من الاجدر ان نحاول أن نعرف الآخر وأن نستثمر الجهود في هذا الأمر.
أوكي ماروشك كلارمان:
اوصي بمشاهدة فيلم يدعى “هديل الحمامة”، وهو فيلم عن معلمة عربية تعمل في مدرسة يهودية.
شلومو فيشر:
تأسست “يسودوت” قبل 21 سنة واليوم نعمل أساساً في المجتمعين المتدين والمحافظ. نشغل عدة برامج مخصصة لتعدد الثقافات ولمعرفة الآخر. نحن نشغل برامج في المواطنة في خمس مدارس دينية في المدينة. نعمل في المدارس الدينية الوطنية المرموقة في المدينة. هناك يصعب تقبل الآخر، ونحن نريد أن نوسع القدرة على قبول الآخر. نحن مدركون بأن الاخر الأكثر اهمية هم الفلسطينيون.
بتعميم غير دقيق، الجمهور الذي نعمل معه يفكر بمصطلحات وسطية. الدولة يهودية، وهذا مستمد من تعريفها وليس من الواقع. الجماهير غير اليهودية هي مجرد ازعاج. نحن نحاول تغيير هذه النظرة وان نطلب من هذا المجتمع أن ينظر إلى الواقع القائم. اريد ان اتطرق للعلاقة الدولية الاوسع. الصوت المعادي لتعدد الثقافات قوي جدا اليوم. كذلك في الولايات المتحدة وكذلك في اوروبا هناك خطاب عن الحرمان الثقافي. الهوية المغروسة في الأرض هي أمر مهم. تقوية الهوية الذاتية هي ضمان لعلاقة جيرة جيدة. توجد هنا مجتمعات مختلفة وعليها أن تعيش معاً.
هذه المجتمعات بينها اختلافات عميقة. تختلف أولوياتي عن اولوياتك، وأساليبي تختلف عن اساليبك. اذا كنت احب الشوكولاتة وهو يحب التوت فهذا ليس بفارق كبير. كلانا نتفق على اسلوب من الذوق الشخصي. هذا تعدد ثقافات استهلاكي ليبرالي. أما اذا كان لدي تفضيل في الاكل بناء على أمر إلهي وانت تصنع افضلياتك بناء على ذوقك الشخصي، فهذا اختلاف كبير. وفي هذه الحالة فإن ما يشتمل عليه الامر، إيجاباً أو سلباً، أكثر أهمية. في نظري المفتاح لحل المعضلة بين الهوية والتعايش هو في العلاقات بين الهوية وسلطة الدولة.
أوكي ماروشك كلارمان:
لدي ما أقوله كمتحدثة. كلية آدم هي جمعية تعمل في التثقيف للديمقراطية والسلام أقيمت بسبب ضعف الديمقراطية الاسرائيلية. اريد أن اتطرق إلى الصف كمجموعة، الصف في المدارس العادية، لا تتعامل في الاصل بموضوع الدمج. في المدارس العادية التنوع الثقافي أو القومي ليس مبادرة نظامية انما هو مفروض. مثلاً: في مستشفى “ألين” وفي مستشفى هداسا عين كارم، قد يتواجد الاطفال في ترقيد متواصل وهناك مدارس في المستشفيات. جميع شرائح المجتمع الاسرائيلي موجودة هناك، ليس من منطلق الارادة او الاختيار. هذا وجود يومي مشترك ظروفه مفروضة. هناك مدارس يهودية يتعلم فيها مسلمون أو مسيحيون. تعتبر المدرسة نفسها حكومية يهودية من جميع النواحي. حتى في المدارس المخصصة للاطفال في خطر هناك مجتمع مختلط.
هناك تساؤل تربوي في الصف، يتعدى الأسئلة النظامية. كيف ننشئ تعليماً يقوم على المساواة؟ تعليم التاريخ مثلا. الحرب العالمية الثانية من نظرة عالمية تتطرق للجميع بشكل أو بآخر. تقديم الصورة الواسعة، صورة عن العلاقة السردية لكل مجموعة في الحدث التاريخي. الحدث مشترك والقصص مختلفة، يبقى الاختلاف وتكون هناك مساواة. تحتوي العالمية على روايات مختلفة.
في يوم ذكرى الكارثة في مستشفى ألين اشعلنا ستة مشاعل لذكرى الضحايا، ومشعل واحد مخصص لضحايا شعوب العالم الاسلامي. ادخلت الرواية العربية في الرواية اليهودية كعامل مشترك. التربية الاقصائية تصنع أولاداً في خطر. وجهات النظر المدنية السياسية والعلاجية يجب ان تكون مترابطة فيما بينها.
سؤال من الجمهور:
تحدثتم عن اللغة كجسر وكعائق. هل هناك فكرة لشمل التعليم الالزامي للغة العبرية في المدارس العربية وتعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية؟
ثابت ابو راس:
اللغة العبرية هي مادة الزامية في جميع المدارس العربية. مع ذلك، هناك نقاش حول اهمية تعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية، ولكن ذلك لا يتعدى النقاش. يتم التعامل مع اللغة العربية وكأنها لغة العدو.
أصفهان بهلول:
درست في مدارس يهودية، ظن اهلي انها الطريقة الأفضل للاندماج في المجتمع الاسرائيلي. أنا أؤمن بالمدارس المختلطة وثنائية اللغة، التي تسمح بتكامل غير مصطنع.
سؤال من الجمهور:
مدارس جمعية يد بيد هي مبادرة مباركة وناجحة. مع ذلك يأتي لهذه المدارس اطفال من عائلات مدركة لأهمية الدمج. كيف نصل للجماهير التي لا تعترف بأهمية الدمج؟
ثابت أبو راس:
ليس هناك الكثير من اليهود الذين يرغبون بالتعلم في مدارس يد بيد. ولكن يتم افتتاح مدارس جديدة. هذا هو التحدي. انا أؤمن انه يتطلب مبادرة من وزارة التعليم لدعم هذا الموضوع. وهذا قرار سياسي أيضاً.
شلومو فيشر:
هناك واقع من اطفال عرب في مدارس يهودية، ولكن الاختلاف في المواقف السياسية لا يتقلص.
سؤال من الجمهور:
هل يتناقض التركيز على الصدع اليهودي العربي مع تعقيد تعدد الثقافات؟
شلومو فيشر:
تتطرق برامجنا لشرائح مختلفة من المجتمع. يميل الواقع لابراز الصدع القومي.
ثابت أبو راس:
الصدع المركزي هو قومي، بسبب عمق انعدام المساواة.
أوكي ماروشك كلارمان:
أتمنى اننا ننجح في أداء المهمة، وأن يكون هناك تمثيل لجميع الشرائح في المجتمع طوال المؤتمر.
סיכום ועריכה: אסיף הוצאה לאור, מרכז כתיבה ועריכה
تلخيص وتحرير: أسيف للنشر، مركز الكتابة والتحرير