(17 تشرين الثاني 2016)
الموجه: مريك شتيرن، باحث في معهد القدس لدراسات اسرائيل، دكتوراة من جامعة بن غوريون
المتحدثون:
- ايلي روزنفلد، رئيس الادراة الجماهيرية، التلة الفرنسية
- آفي ارنتروي، المجتمع المتدين، التلة الفرنسية
- يوسف عطية، المجتمع العربي، التلة الفرنسية
- نعومي وستفريد، من العائلات العلمانية في التلة الفرنسية
ماريك شتيرن:
سأعرض بحثاً اقوم به حول التلة الفرنسية. المعطيات أولية، ولكني سأقدم اطاراً للحوار بيننا اليوم. بعد حرب الأيام الستة أعيد افتتاح الحرم الجامعي في جبل المشارف، وكانت هناك حاجة لصنع جسر يهودي بين غرب المدينة وجبل المشارف. فأقيمت أحياء “هبريح”، “معلوت دافنا”، “رموت اشكول”، و”التلة الفرنسية”. التلة الفرنسية محاذية لأحياء عربية على جانبي جدار الفصل.
بنيت التلة الفرنسية كضاحية جامعية، وكان لذلك تأثير كبير على النسيج الأولي لسكان الحي. السكان الأوائل جاءوا من مستوى متوسط – عالي، الكثير من الأكاديميين ومن عمال المستشفى. في العقد الأخير تغير التركيب الديموغرافي للحي. هناك هجرة سلبية من سكان الحي الأصليين، وهجرية ايجابية من المجتمع المتدين ومن المجتمع العربي. وبموازاة هذه التغيرات، يستفيد سكان العيسوية أيضاً من موارد الحي. الطلاب موجودون على الدوام في الحي بشكل أو بآخر، ولكنهم لا يلعبون دوراً مركزياً في سياسة الحي. هناك مجتمع محافظ عريق ومسيطر في التلة الفرنسية وهناك نواة متدينة قومية نشطة. القدس هي مدينة مبنية من أحياء منفردة، هناك فروق عالية. وفي هذا السياق فالتلة الفرنسية مختلفة، تعيش فيها باندماج جميع المجتمعات التي تمثل المجتمع الاسرائيلي. التلة الفرنسية هي عينة مصغرة، تركيبة المجتمع فيها مشابهة لتركيبة المجتمع العام في اسرائيل. من يصل إلى المدينة هو من يستطيع أن يشتري فيها شقة، ومن يعيش باسلوب حياة غربي معين. هذا صحيح أيضاً بالنسبة للمتدينين الذين اختاروا السكن في الحي وكذلك بالنسبة للعرب. هناك فجوة بين النزاعات على المستوى المؤسساتي وبين الحياة اليومية، لأنه في الحياة اليومية هناك تعاون بين الناس. وهناك قوى خارجية تتدخل على المستوى السياسي، وهي في الحقيقة من يرفع الأسوار. هذا أمر يميز الفضاء المقدسي بشكل كبير.
سؤال:
لماذا سمي الحي بالتلة الفرنسية؟
مريك شتيرن: هناك دير فرنسي من نهاية الفترة العثمانية على التلة المشجرة. من هنا جاء أسم “التلة الفرنسية”، وهكذا تجذر الاسم.
نعومي وستفريد:
حضرت إلى القدس كطالبة، استأجرت شقة في التلة، والتقيت بزوجي هناك، وقررنا البقاء. وعندما ولد صغارنا اكتشفنا وجود مجتمع هنا، مجموعة من العائلات يسرنا ان نشاركهم الفضاء العام. يضايقنا عندما يحاولون تحديد مكاننا في الوسط العام، كنساء، كعلمانيين أو في السبت. كانت هناك فترات ساد فيها توتر حول استعمال حدائق الألعاب في يوم السبت. وعملنا من أجل تغيير ذلك. نحن لا يمكننا ان نتراجع لأن هناك مجتمعات أخرى في المكان. يجب علينا أن نبقى هنا. وأعتقد أن هذا الامر نجح. لم اصادف اي مشاكل حول الموضوع في الفترة الأخيرة.
آفي أرنتروي:
ولدت في بريطانيا وعشت هناك حتى بلغت الخامسة عشرة. اليوم أعيش في جفعات همفتار. انضممت للادارة كي اكافح ضد اقامة المطمر، ومن حينها أحاول ان اطور الامور المتعلقة بجميع المجتمعات. اليهود والمتدينين في بريطانيا هم أقلية. ولهذا فأنت تتعلم كيفية التعامل مع الجميع. في البلاد هناك قلق من دخول الآخر، هناك هستيريا وخوف من تغير طابع في الحي. في كل مجتمع هناك متطرفون، وهناك ليبراليون، وهناك الوسط. يؤلمني حين أسمع أن هناك أشخاص يعيشون عندنا في الحي ويشعرون بالضيق. اتطلع لأن يكون الجميع سعداء، جميع شرائح المجتمع. نحن مختلفون، ولدينا مبادئ مختلفة. أما الحضور لحديقة الألعاب معاً – اعتقد وأتمنى بأن نكون قادرين على القيام بهذا.
نعومي وستفريد:
الكفاح ضد اقامة المطمر وحد جميع الاطياف.
مريك شتيرن:
لماذا ينتقل المتدينون للعيش في التلة الفرنسية؟ هل هناك ما يميز من ينتقل للعيش هناك؟
آفي أرنتروي:
أعتقد أن المتدينين ينتقلون إلى التلة الفرنسية رغم أنها حي علماني، لأن الشقق هناك رخيصة.
يوسف عطية:
ترعرعت في الرملة، أعيش في التلة الفرنسية منذ 2001. أريد أن أبدأ من مواقفي السياسية، انا عضو في حزب العمل، خريج مدرسة يهودية في تل أبيب، “شيفاح موفيت”. هناك عنصرية في كل مكان للأسف. انا نشط جداً في موضوع حل الدولتين من أجل تحقيق السلام. بالنسبة لموضوع التلة الفرنسية، واجهت دائماً معارضة حينما اردت استئجار شقة في الحي. هناك هجرة سلبية للأشخاص الجيدين، انا اعني بهذا الأشخاص المستعدين لقبول الآخر. اولئك الذين يريدون أن يعيش كل شخص حياته كما يشاء. انا احب الحي كثيراً. أواجه معضلة هل أبقى أم أغادر، أتعرض دوماً للوسم من الآخرين.
مريك شتيرن:
ايلي، تم اختيارك من قبل المجتمع العلماني في الحي لتقود المحافظة على الطابع العلماني. اخبرنا قليلاً عن النزاعات، وعن تخصيص الموارد، وعن استخدام القاعات والحدائق. من يسيطر على الحي؟
ايلي روزنفلد:
كبرت في رحوفوت، حضرت إلى القدس للدراسة في الجامعة العبرية، تزوجت بمقدسية، ومن حينها أنا هنا. من الصعب العيش في القدس، كل شيء هنا متطرف، الحالة النفسية صعبة. كل أمر يتحول لمعضلة، ولا يهم ما الذي تريد تطويره. حينما صنفوا القدس بمستوى اجتماعي اقتصادي 3 كانت هناك احتفالات لأنهم حصلوا على ميزانيات، ولكن هذا يعني أن الحال في المدينة هو الأسوأ. المدينة موجودة في عجز مستمر وبالكاد تكفيها الموارد المتوفرة، وهي منعدمة تقريباً. اذا فهي متأخرة من ناحية، ولكنها من ناحية أخرى تتقدم على باقي اسرائيل 15 عاماً. العمليات الديموغرافية التي تحصل في القدس هي تغيرات ستحتاج الدولة إلى التعامل معها بعد عدة سنوات. تتعامل القدس مع هذه الامور على الأرض اليوم. الوضع في التلة قاسي وصعب. لم يخطط أي من الأعضاء الانضمام للادارة الجماهيرية.
قبل اربع سنوات تم جرنا نحو انتخابات من منتدى شبابي. ائتلاف متدين قدم قائمته، وتمت ممارسة الضغوط. الانتخابات تزيد من النزاعات وهي امر سيء على المستوى الجماهيري. زملائي في الادارة اختاروني. الادارة عندي تضم متدينين، مندوبين محافظين، علمانيين، مندوبين عن البلدية. عندما سمعت الرئيس ريفلين يلقي خطابه عن القبائل الأربعة، شعرت بأن هذا صحيح جداً، وأنني أعيش هذا الأمر كل يوم. القبائل لا تتحدث الواحدة مع الاخرى، القبائل تقاتل بعضها وتتقاتل كذلك فيما بينها. انا احاول طوال الوقت خلق التوازن، ولكن يتوجب علي أيضاً أن أتخذ قرارات. هناك تناقضات غير سهلة. لقد مر قرار دفعت به بأن تكون الادارة الجماهيرية بيتاً للجميع. ولكنني حتى الآن لا أرى تهدئة أو حوراً بين المجتمعات، بسبب التوجهات وكذلك بسبب نقص الموارد. البلدية لا تقدم الحلول. هذه هي الصورة التي نحاول أن نجد طريقنا خلالها. هذا الوضع يعزز موقف المتطرفين ويبعدنا عن الائتلاف المشترك. يجلس هنا أشخاص يمثلون مجتمعات. الاطراف المتطرفة لا يجلسون هنا. الامر ليس سهلاً ولكننا نحاول.
نعومي وستفريد:
تشمل قيم الديمقراطية حماية الأقليات. الفضاء العلماني هو كما يبدو في كل مكان، ولكن يطلب منه طوال الوقت بأن يتقلص. إلى أي حد يمكن تقليص الفضاء العلماني من أجل حماية الآخر؟ القبيلة الرابعة،، العلمانية، تحمل قيمة ان تعيش وتترك الآخرين يعيشون، وهذا تحول إلى المشكلة الرئيسية التي يعاني منها. لدي مشكلة في اتلاف صور النساء في المدينة، عندي مشكلة في فصل ادارتي الجماهيرية بين النساء والرجال خلال الفعاليات التي تقيمها. هذه قيم أساسية بالنسبة إلي.
هذه الأمور تؤذيني. صرنا في وضع ليس لي فيه مكان للعيش بدون أن يعيقني أحد، بداخل بيتي، في فضائي الخاص. لا تملك بلدية القدس خططاً، وهذا يزيد من الخلاف بين القبائل. عدم اتخاذ قرارات حول ما يكون في الوسط العام يدفع السكان إلى الاقتتال على هذه المساحة. المجتمع الاقوى يغادر. اصدقاؤنا غادروا، في مفسيرت الأمر أسهل. لا توجد محاولات لتخفيف الأزمة بواسطة رؤية عامة وواسعة عبر التخطيط. صحيح أن هناك نزاع على توزيع الموارد، ولكن المشكلة هي أعمق من ذلك.
مريك شتيرن:
نحن كما يبدو لن نغير سياسة التخطيط أو الظروف الديموغرافية. ما الذي يمكن القيام به على المستوى المدني؟ قرأت ان السكان في التلة الفرنسية يمنحون علامة عالية عن جودة الحياة فيها. اعطونا نقطة بداية، ما الامر الذي يمكن أن ينجح في الحي؟
آفي ارنتروي:
في بريطانيا المسيحيون هم الأغلبية وقد احترموا جميع القطاعات. المتدينين والمسلمين حصلوا على كل ما ارادوا. انا اعتقد انه ينبغي أن نحترم احتياجات الجميع، وأنه توجد مشكلة في التسامح لدى كلا الطرفين.
ايلي روزنفلد:
أريد أن اتحدث عن المجتمع المتدين، الذي لم اعرفه قبل أن اصبح رئيس الادارة. انا ارى انماطاً وتغيرات كبيرة، حتى في السنوات الاربع التي كنت فيها رئيس الادارة. هناك نمو وتطور. هناك تيارات تبني اسساً للحوار والعمل المشترك. في نهاية الامر اعتقد انه يوجد مكان للتفاؤل. ليس لنا خيارات أخرى. تُخلق حلقات ويخلق حوار. هذه الطاولة تثبت هذا الأمر. نحن نعمل سوية.
يوسف عطية:
انا سعيد في التلة الفرنسية، حتى في الوضع الحالي.
سؤال من الجمهور:
أنا أسكن في الحي. لماذا يتوجب على العلمانيين التنازل؟ لماذا لا يمكن اقامة عروض للاطفال يوم السبت في الادارة؟
ايلي روزنفلد:
الامر معقد، وهذا امر معقد من ناحية قانونية. المبنى هو مبنى بلدي. نحن ننسق الفعاليات التي نقوم بها في الادارة مع جميع المجتمعات كي نجتذب أكبر عدد من الناس.
سؤال من الجمهور:
أنا من سكان التلة الفرنسية. أعتقد أنه من موقعنا علينا أن نسمح بحياة مشتركة مع العيسوية. على الارض لا تقوم الادارة بما يكفي. كان هناك من طلب الانفصال والفصل بين المجتمعين. انا اعتقد انه ينبغي أن نقرب ونحترم.
ايلي روزنفلد:
هناك عناصر متطرفة وعنيفة في العيسوية، وهناك ايضاً مجتمع كبير يتواصل معنا. سكان العيسوية يعتمدون على كل الخدمات في التلة الفرنسية، فروع البريد، ماكنات الصرف الآلي، المواصلات العامة، وهذا الامر أيضاً واضح بالنسبة للبلدية.
סיכום ועריכה: אסיף הוצאה לאור, מרכז כתיבה ועריכה