(17 تشرين الثاني 2016)
الموجه: د. مايا كهنوف، مديرة تخصص الحوار في المركز السويسري لدراسة النزاعات، الجامعة العبرية
المتحدثون:
- ليئات مايبرغ، من مؤسسي دورات التحضير قبل الاكاديمية المتدينة والمسؤولة عنها من قبل الجامعة العبرية
- الحاخام نحميا شتاينبرغر، الدورات التحضيرية المتدينة، الجامعة العبرية
- آمنة فريج، مركزة المجتمع العربي، اتحاد الطلبة
- أسماء مرعي زعبي، خريجة المركز السويسري لدراسة النزاعات، الجامعة العبرية
د. مايا كهنوف:
مقارنة بالمجتمع الاسرائيلي، فالجامعة هي المكان الذي تتعلم فيه مجتمعات مختلفة كيف تعيش معاً أغلب الوقت. في الفترة الأخيرة تم الاعتراف بأعياد الديانات الأخرى أيضاً. مع هذا، فهناك فصل في الجامعة كما في المجتمع. اعرض هنا القضايا التي تواجهنا. بحسب نظرتي للأمور، فإن الطلاب العرب لا يشعرون دائماً بأنهم قادرون على التعبير عن أنفسهم بحرية. هناك عزلة، هناك هوة واضحة من ناحية اللغة ومن ناحية الرموز. توجد في الجامعة أطر تحاول أن تقرب بين هذه المجتمعات.
هناك دورات هدفها المعلن هو الحوار. في الماضي شارك الكثير من الطلاب العرب، في السنوات الأخيرة هم يمتنعون عن المشاركة. هناك تراجع. الطلاب اليهود يرغبون بالتعرف والتقارب ودعم التعايش. من ناحية الفلسطينيين، الهدف هو التركيز على الصراع والتمييز والاحتلال. هذه المواضيع لا يتم طرحها بشكل كبير في لقاءات الحوار. الطلاب العرب متعلمون وأصحاب خبرة سياسية، يرون في انفسهم أداة للتغيير، ويبتعدون عن هذه اللقاءات. هم يبحثون عن حوار متقدم اكثر يتطرق لموضوع النزاع. لم نكن قادرين على دمج البعد الشخصي مع البعد السياسي، أو الحاجة للهوية مع الحاجة للتعايش. هذا هو انطباعي حول ما يحدث في الحرم الجامعي.
أنا أطالب بتقسيم الجلسة، سنتطرق أولاً للانفتاح والانغلاق فيما يتعلق بالمجموعات الفلسطينية وبعد ذلك سنستمع للانفتاح والانغلاق بالنسبة للمتدينين.
آمنة فريج:
بالامس قتلت امرأة شابة أخرى من الوسط العربي في حيفا. انا أشير لهذا الأمر ليس لأنه متعلق بالحوار الحالي بل لأنه من المهم ان نعرف أكثر حول هذا الموضوع ونحن لا نعرف عنه شيئاً. بدأت الدراسة في الجامعة في سن 18. اخترت الدراسة في القدس لأن كلا والدي تخرجا من الجامعة العبرية. هناك انفصال واضح جداً بين الطلاب العرب واليهود. يواجه الطلاب العرب الكثير من الصعوبات – اللغة، فروق السن، الجو العام. قبل عامين دخل شرطيان من حرس الحدود إلى الجامعة لفض مظاهرة للطلاب العرب، قاموا بجر الطلاب العرب على الأرض. لم يكن هذا سيحدث في مظاهرة لليهود.
الطلاب اليهود لديهم الكثير من الأفكار المسبقة. يتجمع الطلاب العرب معاً، في قسم الحسابات مثلاً هناك الكثير من الطلاب العرب. تقل الحاجة لكسر الحواجز عندما تكون هناك مجموعة كبيرة من العرب. مدينة القدس ايضاً تلقي بظلها على التوتر بين المجموعات. نصف الطلاب العرب تقريباً يأتون من شرقي القدس. الطالب العربي من الشمال والذي يعيش في مساكن الطلبة يخرج إلى الجامعة في الصباح، وهذا يختلف تماماً عن طالب يأتي من سلوان أو من شعفاط أو من بيت حنينا. الطالب من شرقي القدس قد يعلق على حواجز التفتيش، ربما تم اعتقال ابن الجيران أو انهم هدموا منزلاً في الحي. هم يأتون محملين بالهموم، وهذا يؤثر بشكل كبير على الجو العام في الجامعة، وهذا الامر ليس موجوداً في أي حرم جامعي آخر. انا بدأت كممثلة قسم الحسابات في اتحاد الطلبة، وتم اختياري لأن هناك الكثير من الطلاب العرب في القسم. واجهت عنصرية خلال ترشحي. اتحاد الطلبة هو مؤسسة كبيرة لديها القدرة على التأثير. لذلك قررت ان اشغل منصباً وأن أكون مركزة المجتمع العربي. خلال عملي حاولنا ان نخلق لقاءات بين اليهود والعرب. وكلما بدأت الحديث مع الطلاب اليهود، كان الحديث في الغالب حول الصراع. احسست انه علي ان اقدم تفسيرات طوال الوقت وأن امثل الطرف الفلسطيني وكان هذا الأمر مرهقاً.
أسماء مرعي زعبي:
أنا من شمال البلاد، وأنتمي للأقلية العربية، مواطنة اسرائيلية. كل شخص منا يحضر معه همه الشخصي. أتيت للتعلم في القدس في الجامعة مع زوجي وسكنا في بيت صفافا. خلال دراستي انشأت مشروعاً في اطار جمعية عير عاميم على شكل دليل متخصص بحماية المستأجرين. الكثير من السكان في شرقي القدس يعيشون في شقق بايجار محمي. في 1948 احتل الجيش الأردني شرقي القدس ووقع اتفاقات ايجار محمي مع السكان. انتقلت هذه العقود إلى الوصي العام الاسرائيلي في عام 1967، حينما ضمت اسرائيل الأراضي، ولم تضم السكان. هناك خطر بالاخلاء يهدد هؤلاء السكان. هم غير مدركين لحقوقهم القانونية، وليس لديهم ما يكفي من الأدوات للتعامل مع الوضع. الحق في السكن هو حق أساسي، ولذلك اخترت هذا المشروع. كان هدفي هو زيادة الوعي وتقديم وسائل للمواجهة، من أجل تعزيز وجود المجتمع الفلسطيني في شرقي القدس، وفي نهاية الأمر خلق تغيير على الصراع.
الكثير من الجمعيات تدير الصراع فقط وأنا اعتقد انه علينا أن نتطلع للتغيير، ولحل الصراع، وليس الإكتفاء بادارته. يمنحنا العالم الأكاديمي أدوات للبحث والمعرفة. وجهة النظر على الأرض ضيقة. ووجهة النظر الأكاديمية الأوسع والأشمل مهمة. من الصعب النظر إلى القدس بمعزل عن الصراع. حتى الدراسة الأكاديمية هي في قلب الصراع، تؤثر وتتأثر. الخلط بين المجتمع المدني وبين الدراسة الأكاديمية يساعد في الأمر، بالنسبة لي فقد ساعد هذا بشكل كبير. فالخلط يعزز الوعي ويخلق الانفتاح.
بداخل الاقلية الفلسطينية أيضاً هناك تنوع. الفلسطينيون من شرقي القدس جعلوني أشعر بأنني الطرف الآخر. الصراع معقد، صراع أقلية فلسطينية امام اغلبية اسرائيلية يهودية، وكذلك صراعهم الداخلي. ما هو الأمر الملح الآن؟ حوار بداخل مجموعة احادية القومية او جوار مع الآخر؟ ليست لدي اجابة لهذا السؤال. مجرد المعرفة يعتبر انجازاً، وهي تسمح لنا بالتقدم وادارة حوار افضل مع انفسنا ومع الآخر. هويتنا تؤثر على آفاقنا.
كأصحاب وظائف يأتون من مجموعة الأقلية، نحن نحضر صوت الأقلية، ولكننا نظل ملتزمين بهويتنا. هناك معيقات تبقينا في هذا المكان. الجمعيات هي مبادرة اسرائيلية، بتمويل اسرائيلي. الرؤية الأساسية هي مصلحة الدولة، ونقطة الانطلاق هذه تشكل عائقاً. تحافظ جمعيات اليسار إلى مدى معين على الوضع القائم. العرب الذين ينضمون للعمل في هذه الجمعيات، لا يستطيعون الخروج من الاطار المعين المخصص لهم.
ليئات مايبرغ:
كي يتمكن المتدينون من الالتحاق بالجامعة عليهم اتمام دورة تحضيرية. افتتحت الدورة الأولى في تشرين الثاني 2012. هناك فصل بين الرجال والنساء في الدورة التحضيرية للجامعة، ولكن هناك اختلاط خلال الدراسة في الجامعة. الجامعة تصر على ذلك. في المقابل، تم تخطيط الدراسة في الكليات بشكل منفصل. المجتمع الذي يأتي إلى الجامعة يختلف عن المجتمع الى يأتي إلى الكلية. من الصعب علينا تجنيد المتدينين. من يأتي إلى الجامعة يجب أن يكون أكثر انفتاحاً.
يفتقد المتدينون للتعلم الأساسي كما يفتقدون مهارات التعلم، وعادات التعليم والمبادئ الأكاديمية. الدورة التحضيرية هي بوابة المتدينين نحو الجامعة، ونحن نحاول اعدادهم قدر الإمكان. وجدنا أن المشكلة الأصعب هي اللغة الانجليزية. نحن نحاول مساعدتهم للوصول إلى مستوى القبول في الجامعة. انا أرى في هذا الأمر مهمة وطنية، وأتمنى حضور المزيد من المتدينين. الدورة الحالية افتتحت مع 35 طالباً. حلمي هو افتتاح دورة تحضيرية تضم 100 طالب.
الحاخام نحميا شتاينبرغر:
سأتطرق لتجربة المتدين في الجامعة. يميل المجتمع المتدين إلى الانغلاق، وهذا يصعب الأمور كثيراً. هناك ايضاً صعوبة في ايجاد متحدثين متدينين في منتديات كهذا المنتدى. انا كبرت في القدس. درست عشر سنوات في اطار التعليم المتدين، ورأيت حولي الكثير من الفقر. الفقر هو الذي قادني للخروج من هذا الاطار. الأزمة التي يعاني منها المجتمع المتدين ناجمة عن أن الايديولوجيا تتحطم أمام الفقر. هناك حاجة وطنية لدمج المتدينين في سوق العمل، والطريق للتشغيل الجيد يبدأ من الدراسة الأكاديمية. تختلف الجامعة عن الكلية. شاب متدين يذهب إلى كلية تتم فيها الدراسة بشكل منفصل يبقى ضمن القالب المألوف بالنسبة إليه. لا يشكل له الإطار تحدياً. في الكليات هناك أيضاً الكثير من الطالبات. في الجامعة الموضوع أكثر تعقيداً. الجامعة هي معبد العلمانيين. أنت تأتي إلى الجامعة وتكتشف ان العلمانية ليست أمراً فارغاً كما تعلمت، وهذه صدمة ثقافية. هناك فضول وهناك رغبة في المعرفة، والمتدينون يقدرون الحكمة. الى جانب ذلك هناك موضوع الاختلاط. هذا بالنسبة اليه وضع غير مريح وشديد الغرابة. انا تزوجت زواجاً تقليدياً في سن 22 وكانت تلك المرة الأولى التي تحدثت فيها مع فتاة. هناك مشكلة في الاندماج الاجتماعي، ويبدو أن هذا الامر هو الأكثر أهمية. هذه أمور أساسية – أين أجلس، ممن اطلب الملخصات. انا اعتبر نفسي متديناً منفتحاً، ولكن هذا الامر لم يكن سهلاً. كانت هذه في الحقيقة المرة الأولى التي التقي فيها بالمجتمع العلماني. تشعر بأنك مختلف، غريب، حتى من حيث الشكل الخارجي، الاختلاف واضح جداً.
هناك حوالي 200 طالب متدين. منتشرون في تخصصات مختلفة وكل منهم يتعامل مع هذه الصعوبات وحده. ليس في الحرم الجامعي بيت يجمعهم. مؤخراً أقام خريجان من الدورة التحضيرية خلية طلابية، ولهم مندوب في الاتحاد. تبدي الجامعة تفهماً وهناك نية طيبة. نحن في الدورة التحضيرية نشعر بالمسؤولية تجاه خريجينا ونحاول أن نعمل لدعم الطلاب المتدينين في الجامعة. كل طالب يختار التعلم في الجامعة يضيف إلى هذا الدعم. في الجامعة العبرية هناك مكان للاحترام، وهي جامعة راقية. معظم الطلاب الذين يأتون إلى الجامعة يحضرون من المعاهد اللتوانية الرائدة.
د. مايا كهنوف:
ما الذي يدفعكم للعمل؟
آمنة فريج:
اتحاد الطلبة هو منظمة قوية، وهو الجهة الوحيدة التي تعترف بها الجامعة. في سنتي الأولى من الدراسة عرفت حقوقي وآمنت انه إن اردت أن أصنع التغيير، فهذه هي السبيل لذلك – عبر اتحاد الطلبة. قمت بتوصيل الخدمات الأساسية في الجامعة للطالب العربي، خصوصاً في السنوات الأولى. كان صعباً جداً علي في السنة الأولى، من ناحية التعليم وكذلك من ناحية الصدمة الثقافية. اردت ان اساعد الطلبة الذين هم في وضع مشابه، وهذا هو الأمر الذي دفعني للعمل.
أسماء مرعي زعبي:
هويتي تدفعني، والواقع يدفعني. في احيان كثيرة لم ارغب بالتطرق للصراع. ولكن التهرب من الأمر يحددني ويضعفني أكثر. انا امرأة انتمي إلى الأقلية العربي. اذا هربت من الواقع سأحدد نفسي ضمن النطاق الضعيف الذي وضع لي. الخيار الثاني هو العمل، العمل فقط هو ما يدفعنا للأمام. لدينا رغبة بأن يتحسن الوضع للجميع، هذا صحيح فالأحلام تدفعنا للعمل أيضاً. هذا يعطيني الأمل بأنني قادرة على التأثير في الواقع كما أتأثر به. هذا ليس بأمر سهل. يمكن الاندماج بالطريقة السهلة، ولكنني اعتقد انا علينا أن نحافظ على هويتنا، كما يمكننا أن نكون جزءاً من المجتمع. نسمع أيضاً أصواتاً تعارض الاندماج، ولكن العمل هو الطريقة الوحيدة. علينا أن لا نتنازل.
سؤال من الجمهور:
كيف ينظر المتدينون للفلسطينيين؟ وكيف ينظر الفلسطينيون إلى المتدينين.
آمنة فريج:
أنا لا أمثل المجتمع العربي، سأتحدث عن نفسي. اليهودي المتدين يشبهني أكثر من اليهودي العلماني. طريقة حياتنا اكثر تشابهاً، العلاقة مع الدين، حجم العائلة. انا أسكن في كفر قاسم، وهو مجتمع محافظ ومتدين. ولكن ليس لي تفاعل مع المتدينين بالمرة. أنا اعرف فقط أن اعضاء الكنيست العرب يتفاهمون بشكل جيد مع اعضاء الكنيست المتدينين، وهذا يدل على شيء ما في نظري.
الحاخام نحميا شتاينبرغر:
شاركت في برنامج “ندير معاً”، وهناك تواصلت مع زملائي الفلسطينيين. هناك تشابه في اسلوب الحياة.
ليئات مايبرغ:
أنا لا أسمح بالحوار السياسي ضمن الدورة التحضيرية. لا يتم التطرق لهذا الأمر.
أسماء مرعي زعبي:
المتدينون والعرب يعتبرون أقليات. الأقلية الفلسطينية تفضل اسلوب المتدينين. اذا كان هناك عدد أكبر من المتدينين في مجموعات الحوار فقد يحدث هناك تواصل، وهذ التفاعل غير موجود اليوم. سأضيف وأقول بأن الطلاب الاسرائيليين يرغبون بمناقشة الوضع الحالي، ويتجنبون التطرق للتاريخ. وعندما يصلون للنقاط الصعبة، يتوقف الحوار. مجموعات الحوار في الغالب هو بمبادرة من مؤسسات اسرائيلية، وهي التي تحدد قواعده. للغة والمصطلحات وللتمويل تأثير كبير. يجب تغيير الأسلوب، يتوجب اجراء تغيير جذري. أنا اعتقد انه يجب ان يكون هناك تحضير بداخل المجموعات أنفسها.
سؤال من الجمهور:
كم من الوقت يلزم لاعداد المتدينين للجامعة؟
الحاخام نحميا شتاينبرغر:
تستمر الدورة التحضيرية الأكاديمية 14 شهراً بشكل مكثف. وهذه مهمة صعبة.
סיכום ועריכה: אסיף הוצאה לאור, מרכז כתיבה ועריכה