(21-10-2015)
عريف الجلسة: بروفيسور دفناه هكر، كلياة القانون وبرنامج علوم النساء والنوع الجنسي، جامعة تل أبيب.
المتحدثين:
• د. يوني مندل، رئيس “منارات”، مركز فان لير للعلاقات اليهودية العربية، ومحرّر مشارِك لزاوية الكتب في مجلّة دراسات اللّفان, معهد فان لير.
• ميخال أبره صموئل، المديرة العامة لجمعية فيدل.
• تسيفيه ألغلي، مختصة في الثقافة الرقمية، مُحاضرة بكلية سمينارهكيبوتسيم وفي كلية ليفنسكي للتعليم.
عريف الجلسة: سنتحدث في هذا اللقاء عن الإقصاء وعن الإتاحة في المستقبل في ظل التطورات التكنولوجية.
دكتور يوني مندال: يتم إقصاء اللغة عند حديثنا عن الحيّز المشترك في المدينة. تم في الماضي التطرق الى اللغة عن طريق دراستها من تاريخها ولما حصل لها في الماضي, كيفية تطور اللغات من بعضها البعض على سبيل المثال. أما في هذا الوقت, هنالك توجهات مختلفه لمكانة اللّغة في الأبحاث والدراسات, لا تساعد اللغة بنظر الأبحاث على فهم ما حصل في الماضي فقط, بل هي تساعد أيضا على فهم ما يدور في الحاضر. لا تعكس اللغة الواقع فقط, بل هي نفسها من تصنع الواقع.
نستطيع تعلم الكثير عني وعنكم وعن التفاعل فيما بيننا من خلال الإختيارات الي سأقوم بإتخاذها, مثل اختيار الكلمات والمصطلحات. تُعد دولة إسرائيل كدولة ذات حدود وذات سياسة لغوية واضحة. يحدد كل هذا المفاهيم الخاصة بنا وبالمكان الذي نعيش به, ذلك بالإضافة الى أنه يحددنا ويحدد الآخرين ويحدد علاقتنا فيما بيننا.
تتزايد الأبحاث عن اللغة والهوية, وعن اللغة والمجتمع وعن اللغه والصراع. يستطيع كل منا أن يستوعب مدى أهمية اللغة ليفهم الواقع الإجتماعي السياسي. هذه بعض الأمثله التي ستساعدكم على توضيح مدى العلاقة ما بين اللغه والمجتمع, وما بين اللغة والهوية: صراع اللغات الذي حدث في بداية القرن ال 20 في التخنيون وقرار التعليم باللغه العبرية وأيضا في مدرسه الريآلي, مثال آخر من خارج البلاد حين حدثت الفوضى في جنوب أفريقيا بسبب القرار الذي يجبر مدارس الطلاب السود التعلم باللغه الأفريقانية.
إني أدعي بأنه يتوجب علينا التطرق للبعد اللغوي في كل محادثة سنعقدها في المستقبل بموضوع القدس واسرائيل.
هذه هي “السياسة اللغوية“: محاولة لفهم الطريقه التي تنتهجها الدول لمحاولة إقرار وتنظيم العلاقة ما بين اللغات. ما هي اللغه الرسمية للدولة؟ ما الذي تم ذكره في وثيقة الاستقلال بما يتعلق باللغات؟ ما هي لغة اللافتات في الشوارع؟ لغة التعليم في المدارس؟ ما هي اللغات الأجنبية الواجب تعلمها, وما هي طريقة تعليمها؟ نتعلم من هذه الأبحاث عن الفجوه المتواجدة بين التصريحات التي تأتي من الأعلى وبين ما يحدث على أرض الواقع.
يتم تنظيم هذا الأمر بشكل قانوني في الدول التي بها لغات كثيرة, وتقوم كل دولة باختيار لغتها الرسمية بناءا على مفهومها. يعتبر الإعتراف الرسمي للغة العربية في إسرائيل أمرا ضعيفا, بشكل خاص إن قمنا بمقارنتها مع اللغه الإنجليزية هنا (مع أن اللغه العربية هي لغه رسمية, تتطلب الأكاديمية الإسرائيليه معرفة اللغه الإنجليزية وليس العربية). مع أن الكثير من اليهود القادمين تكلموا اللغة العربية, يتم التعامل معها حتى الآن كلغه أجنبية. يتم تعريف اللغه العربية في المدارس اليهودية “كلغة أجنبية ثانية”. لذلك, يتوجب علينا التذكير بالمكانة الخاصة للغه العربية المتحدث بها في اسرائيل عندما نقوم بالحديث عن العلاقة ما بين اليهود والعرب.
يوجد في كندا لغتان رسميتان: الفرنسية والإنجليزية. يتوجب على كل ممثل رسمي أن يعرف كتابة وقراءة وفهم هاتان اللغتان. للغة العربية في اسرائيل ثروة ثقافية ضعيفة, هي “لغة العدو”, لغة بدون أية تقدير ثقافي. لا يعرف أغلب الإسرائيليين اللغه العربية, ويتواجد من يعرفها في أنظمة الفصل كالإستخبارات.
المنظر اللغوي: سنتحدث اليوم عن نتائج السياسة اللغوية: بحث يتم تطويره في الفترة الأخيرة, في العشرون عاما الماضية. يدور الحديث عن فهم الحيّز اللغوي الخاص بنا, المنظر اللغوي الذي يحيط بنا كلافتات الشوارع المكتوبة بشكل يعكس الصورة المتواجد في داخل الحيّز العام. يتعامل هذا البحث مع اللغة كموضوع وكعنصر. يتضمن هذا المجال مفهومان مهمان وليس بالضروره أن يكونا متشابهان:
1. أهمية المعلومات: تحديد المناطق, (“هنا تل أبيب”). تمكّننا هذه الدراسة عن طريق اللافتات من تحديد أي جزء من أجزاء القدس, بناء على الحدود, وبناء على التجمعات السكانية؟
2. الأهمية الرمزية: من الطبيعي أن يفهم الجميع اللافتة المرسوم عليها سيجارة مع علامة X, حتى لو كانت عبارة “ممنوع التدخين” مكتوبة باللغه العبرية فقط. ولكن, يدل إقصاء اللغة العربية عن اللافتة على إقصاء المتحدثين باللغه العربية. مثال آخر: كتابة الوثائق واللافتات بلغة عربية صحيحة وبدون أي أخطاء إملائية, هي طريقة لإرسال الرسائل الإيجابية لمجموعه سكانية كاملة نتواجد معها بصراع.
عرض أمثلة للافتات الشوارع والنصوص من فترات مختلفة
فترة الإنتداب – من الممكن رؤيته على اللافتات بأنه تم كتابة اللغة الإنجليزية في الوسط, وتم كتابة اللغة العربية على الجانب الأيمن, ومن الواضح أنها كانت على أهمية ثانية بعد اللغة الإنجليزية (لأن العبرية أيضا كتبت على الجانب الأيمن), وكتبت العبرية على الجانب الأيسر, بأهمية ثالثة. في لافتة أخرى, تم كتابة العربية بطريقة فنية جميلة. أغلب الظن أن من قام بكتابة هو شخص عربي, متحدث للغة العربية.
1948 – 1967 – أعرض لافتة من البلدة القديمة في القدس, والذي كُتب في أعلاها باللغة العربية, وكانت اللغة الإنجليزية في أسفلها. قامت إسرائيل بتغيير أغلب اللافتات بعد عام 1967, بحيث تم وضع لافتات جديده كُتب عليها بالأعلى باللغه العبرية, اللغه العربية كُتبت في الوسط, والإنجليزيه كانت في الأسفل. كانت العبريه مُحرَّكة. لغة أم من كتبها كانت العبرية.
من سنوات ال 70 وحتى الآن– أعرض لافتة وبها اللغة الإنجليزية تنسخ ما كتب بالعربية, أما في لافتة من سنوات ال 70, فكتبت اللغة الإنجليزية بشكل ينسخ ما كُتب بالعبرية. أعرض لافتة جديدة خالية من الكتابه باللغة العربية. وهكذا يظهر العنصر الرمزي الذي تحدثت عنه سابقا.
تُظهر لافتة أخرى الإهمال في تنقيط الأحرف العربية. من الواضح أن من قام بكتابته متحدث للغة العبرية, لأنه تم استخدام رقم 1 بدلا عن التنقيط بطريقة ما باللغة العربية, لا يجرؤ من كتب ذلك فعلها باللغه العبرية. يعلّمنا ذلك عن النظرة للغة العربية.
هناك ظاهره تتمحور بكتابة إسم القدس باللغة العربية بإسمها العبري “أورشاليم”.
تلخيص: يتوجب علينا الحديث عن اللغة عند حديثنا عن المدن المختلطة. ما هي اللغات المتواجده, وما هي اللغات المستخدمة على اللافتات. يتعلق الأمر بالصوره التي تم اتخاذ القرار لتخليدها: إن تم اتخاذ القرار بتخليد شخصية تاريخية عبريه, يتوجب اتخاذ قرار لتخليد شخصية تاريخية عربية. من الصعب تنفيذ هذه السياسة في الفتره الحالية. تم السماح لتخليد مغني أو مغنية وتم تأكيد تخليد أم كلثوم. بالإضافه الى ذلك, يتم اطلاق أسماء خاليه من الأهميه على الشوارع في القدس الشرقية: شارع الورد , الزهره, الزيتون. يتواجد في الجانب الغربي شوارع بأسماء ذات أهمية أيديولوجية بينما الأسماء في الجانب الشرقي خالي من المعاني.
إنني أدعي بأنه لطالما لا تظهر القدس بشكل متساوي على اللافتات, من غير الممكن الحديث عن مدينة مختلطة.
أسئلة الجمهور: برأيك, ما هي السياسه التي يجب اتباعها في حال تواجد إسمين لنفس المكان, واحد بالعربية والآخر بالعبرية؟
جواب: برأيي, يتوجب إظهار الإسم العربي. تهدف جزء كبير من الخرائط التي نستعملها الى عبرنة الحيّز الذي نعيش به, والى تمويه الأصل. ليست هنالك أية علاقه ما بين الإسم العبري والإسم العربي. يتم في بعض الأحيان تعيين إسم من الديانة اليهودية من دون أن تكون له علاقة بالمكان. لذلك, إن كان الإسم العربي مختلفا, يتوجب إظهاره باللغة العربية. من غير المعقول أن يقوم السكان العرب لمنطقه معينه بتسمية أنفسهم بإسم معين, بينما يظهر على اللافته إسم آخر. ان هذا الأمر ينذر المقيمين بالإقصاء والفصل. من غير الممكن أن تكون عملية وضع اللافتات خاصة بطرف واحد, تتركب لجنة الأسماء في البلدية من 15 عضوا يهوديا. يتوجب اختلاط هذه اللجنة إن كانت موجودة في مدينة مختلطة. يتوجب على من يكتب الإسم باللغة العربية أن يكون عربيا.
سؤال جمهور: هل ترى فروقات في هذه السياسة في بقية المدن المختلطة؟
جواب: يتوجب عمل بحث للمقارنة, لكنني أعلم أنه في عكا على سبيل المثال تم اتخاذ القرار بذكر الإسم العربي للميناء. من الصعب تحقيق أمر شبيه في القدس.
ميخال أبره سموئل
قصتي هي مثال لدمج وإستقطاب القادمين الأثيويين في إسرائيل. جئت الى اسرائيل في عمر التاسعه بحملة موشيه في نهاية عام 1984, تنقلنا من مركز استقطاب الى آخر. تنقلت بين ثلاث مدارس داخلية, كانت جميعها مدارس دينية. كان ذلك خيار الدولة بأن ترسل أطفال القادمين الأثيوبيين الى أطر تعليمية دينية. الإسرائيليون الذين قابلتهم آنذاك كانوا من الشبيبة أصحاب المشاكل بحيث أنهم سكنوا هذه المدارس الداخلية, مثل شبيبة رافول.
كان هناك من اتخذ عني القرارات المتعلقه بي بدون استشارتي أو استشارة عائلتي, كانت هذه القرارات تتعلق بالمدارس الداخلية التي سأنتقل اليها, وبالزيارات التي أخرج اليها لعائلتي مرة كل ثلاث أسابيع.
لحسن حظي, كانت المدرسه الداخليه جيدة وأنهيت تعليمي الثانوي بتخصص علم الاحياء. تعلمن البنات البيضاوات الفرنجيات شيئا آخرا تبين لي لاحقاً بأنه تحضير للبسيخومتري, لم يشرح لي أحد ما هو البسيخومتري, ولم يشجعوني على الانضمام اليهن.
كنت بفترة خدمتي المدنية وكان هدفي الوصول الى الجامعه, لكنها للبيض. شرحت لنا العاملة الإجتماعية بأننا سنخرج الآن الى العالم الكبير, سنخرج من المدرسة الداخلية التي تشبه بيت الدفيئة. لذلك, من الأفضل لنا أن نتلقى تأهيلاً مهنياً في بيت رفكا في القدس.
تعرضت لصدمة في هذه المرحلة, وذلك لأنه وحتى محادثة العاملة الإجتماعية معنا, لم يكن لي أي شك بانني أستطيع الوصول الى ما أريد وأحقق النجاح داخل مجموعتنا السكانيه رغم كل صعابها. لكني رأيت توقعات الدولة من الوسط الأثيوبي: عن توقعاتهم ماذا يجب أن نفعل وعن أماكن تواجدنا. وجدت نفسي في جميع المفاهيم والأفكار المسبقة. كان تحصيلنا وتحصيل البنات البيضاوات متشابهة, لكنهن تعلمن البسيخومتري, ونحن ذهبنا الى التأهيل المهني.
كانت محاولة إقناعنا بالذهاب الى ذاك الإتجاه قرارا سيئا.
تتكون المجموعه الأثيوبيه في هذه الفتره من 140 الف شخص. أتت هذه المجموعة السكانية الى البلاد في حملتين كبيرتين: حملة موشيه في سنوات الثمانينات, وحملة شلومو في سنوات التسعينيات. تتكون أغلب المجموعه الأثيوبيه من الشبيبة, أقل من 15 عاماً. 15% فقط من أبناء المجموعه أكثر من 50 عاماً. عند الحديث عن المدن المختلطة, يتم دائما الحديث عن العرب والإسرائيليين واليهود المتشددين دينياً والمتدينين, لكنهم لا يتحدثون عن المجموعات السكانيه المختلطه الخاصه بالقادمين من أثيوبيا. تتمركز المجموعه الأثيوبيه في مدن اللد والرملة وبيتح تكفا ونتانيا والعفولة في الشمال ورحوفوت وكرات ملاخي وأشكلون وأشدود. تضم هذه المدن الأثيوبيين. هل انتبهتم أنني لم أذكر رمات أفيف؟ استقطبت هذه المدن الأثيوبيين في داخل أحياء صعبة ومليئه بالتحديات.
مرّت المجموعه الأثيوبية بأزمات كبيرة أثناء عملية استقطابها. كانت الكذبه الأولى حين قالوا لنا في المطار بأننا قد وصلنا الي القدس. كانت الأزمة الأولى عباره عن مبادرة لإلغاء كل ما يتعلق بالتقاليد التي حافظنا عليها منذ آلاف السنين (الكيسيم والأعياد والتقاليد) وإجبارنا على التهود من جديد (גיור לחומרה). قام الحاخام عوفاديا في نهاية الأمر بإلغاء هذا التهويد واعترف بنا. زعزعت هذه المأساه المجموعة الأثيوبية, لكن الأفراد سامحوا واستمروا بحياتهم.
كانت المأساة الثانية أكثر صعوبة وهي قضية الدماء في سنوات التسعين (تم القاء دماء الأثيوبيين المتبرع بها لعلاج المرضى في القمامة). كان هناك من قرّر بإلقاء دماء من ترعرع وتربى وأكمل خدمته المدنية. لقد شعرت بالأذى الشديد نتيجة لإلقاء دمي. زعزع هذا الموضوع مكانتنا كمجموعة وكمجتمع, وزعزع ذلك أيضا إندامجنا في داخل المجتمع اليهودي. أنا أتفهم أسباب إلقاء الدماء, لكني لا أتفهم كذبهم علينا: طلبوا منا التبرع ومن ثم كذبوا علينا وألقوه.
الأزمه التي حصلت في عام 2004 هي مثال إضافي, لم يريدوا في كريات ملاخي أن يبيعوا أو يأجروا البيوت لمن هم من الأثيوبيين. ادعوا آنذاك أن الأثيوبيون سيتسببون في انخفاض قيمة البيوت. كأم لثلاثة أطفال, ضرني هذا الأمر. أنا أعيش هنا منذ ما يقارب الثلاثين عاما, لم آت الى هنا قبل فترة وجيزه, لكني أرى دائما أنه يتم رؤيتي كقادمة جديدة بسبب لون جلدي. مست هذه الأزمه بمن ولد وترعرع هنا من الشبيبة, وأثبت ذلك لهم عن مدى النضال الذي يحتاجة الإندماج في المدن المختلفه.
تؤثر هذه الأزمات بشكل كبير على موضوعين اثنين:
1. الهوية. من هو الإسرائيلي, من هو اليهودي, من هو رب المنزل في هذا المجتمع؟ لم يتعلّم الطلاب في المدارس التقاليد الأثيوبية- لم يعلموهم عن تاريخهم, وعن أعيادهم, وعن يوم ذكرى ضحايا السودان, وعن سلوكيات الوسط اليهودي في أثيوبيا. ما يعني أن الطفل الأثيوبي لم يرى العلاقة بينه وبين تقاليده وتاريخه.
2. الإنتماء. الرغبه في الإنتماء الى المجتمع الإسرائيلي من المنطلق الصهيوني, من منطلق “نحن سواسية”. فاليكفوا عن معاملتنا بناءا على لون جلدننا. سألنا أنفسننا عن إمكانية حصول الاعتداء الذي تعرض له اللاجئ في بئر السبع لشخص أثيوبي بسبب لون جلده.
يتوجب على المجتمع أن يستوعب أن هناك قدرات جسيمة يمتلكها أجزاء أخرى تعيش به, لذلك, نحن في فيدل نحاول بشتى الطرق أن نكون وسطاء في العديد من البرامج والنشاطات. نحن نحاول التوسط داخل المدارس بهدف إدخال القيم الخاصة بنا والثقافة بهدف إحقاق التغيير. أنا لا أشعر بالإضطهاد. يتواجد بيننا قادة يؤمنون بأننا جزء من هذا المجتمع وهذه الدولة, لذلك, لا يستطيع المجتمع الآن أن يقرر عنا. هؤلاء القاده من مواطنون في البلاد وأكاديميون.
علينا جميعاً أن نسأل كل نفسة عن العلاقة التي تربطه بالدولة. أظن أن طريق للتغيير هي طريق العلاقة بالدولة.
سؤال الجمهور: هل كان من الممكن استقطاب الأثيوبيين بشكل آخر؟
جواب: لم تأخذ عملية الإستقطاب بعين الإعتبار قدرات المجموعة الإثيوبية. يدور الحديث عن مجموعه سكانية مزارعة كان عليها أن تتعلم ما هو المصعد وما هي الثلاجة. لو أنه تم دمجنا في التجمعات السكانية الصغيرة والتعاونية, لكانت عملية الإستقطاب برأيي أكثر سهولة وكان بالإمكان استغلال قدراتها بالشكل المطلوب, تتمثل القدرات بالخبرة الزراعية المتواجده لده أفراد المجموعه. دار الحديث دائما عن القدرات التي امتلكها القادمين من روسيا. هناك قدرات خاصه بالأثيوبيين, لم يتم الكشف عنها.
سؤال الجمهور: ما هو مدى مشاركة الأثيوبيين بالقرارات التي تتعلق بأمورهم؟
الجواب: هنالك الكثير من المشاركة في السنوات الأخيرة, هنالك أيضا طلباً من جانب الأثيوبيين لإشراكهم في عملية اتخاذ القرارات. تتمحور المشكله بتطبيق نتائج الأبحاث على أرض الواقع. أحيانا, يقوم بإدارة هذه النتائج عند تطبيقها شخص لا يعرف المجموعه الأثيوبية.
تسيفيا إلغلي
أود الحديث عن الثقافية الرقمية, ثقافة الشبكة العنكبوتية وعلاقتها بالمدينة المختلطة وبالمجموعات السكانية المختلفة. يوجد بها جانب يوتوبي وجانب ديستوبي.
يعتقد الجانب اليوتوبي بأن التكنولوجيا مليئه بإحتمالات تحسين وتطوير المجتمع, ويتوقع منها أن تقوم بحل جميع المشاكل الإنسانية. تم اعتبار الشبكة العنكبوتيه كحيّز ديموقراطي. في الأيام الأولى للشبكة العنكبوتية, كان الإعتقاد بأن الشبكة العنكبوتيه ستُبسِّط العالم, كان الإعتقاد بأنه لن يكون هناك أعراقاً لأن بإمكان الجميع التحدث مع بعضهم البعض بالخفاء, وبشكل متساوي.
مقابل هذا المعتقد, هنالك معتقداً ديستوبيا بما يتعلق بالثقافة الرقمية. نحن نعرف عن مثقفين قاموا بالإدعاء بأن التكنولوجيا تُسبب عدم إنسانية البشر, وبأنها تهدم المجتمع وتفكك النسيج الإنساني. مع كل ما يتم قولة عن التكنولوجيا, فإنها بيئة تنمو بها العنصرية والمشاكل الإجتماعية. يتواجد في عصرنا الكثير من الحواجز الفيزيائية. تتزايد هذه الحواجز مع تزايد المستوى التكنولوجي, كل ما تزايدت وتيرة الإعلام الرقمي في أية دولة, فستتزايد بها الفجوات. يتم دارسة جانب التكنولوجيا كأداه تفصل بين الفقراء للأغنياء.
حتى من ادعى في بداية الأمر أن الشبكة العنكبوتية هي أمر رائع, غيروا رأيهم. فجورن لينير مثلا, أحد فلاسفة الشبكة العنكبوتيه الأوائل, كان من بين الأشخاص الذي تنبؤوا بالجوده الموجوده بها, لكنه غير ذلك. بناءا على رأيه, فإن الشبكة العنكبوتية تقوم بإستقطابنا وبتفكيك النظام الإقتصادي الرأسمالي. هو يدعي أيضا أن ما نتلقاه من الشبكة العنكبوتيه بشكل مجاني يصنع منا سلعة. هنالك أيضا أخصائيون نفسيون يؤيدونه مثل شري تيركل والتي تُشجع الأشخاص الرجوع الى التواصل وجها لوجه: يتوجب الحديث بدون وسائط تكنولوجيه.
أود أن أتحدث عن إمكانية استخدام الإعلام الرقمي بهدف خلق فرص لاختلاط المجموعات السكانية. إن الإجابة برأيي إيجابية, سأذكر بعض الأمثلة لإمكانية تطوير أهداف اجتماعية بواسطة التكنولوجيا:
1) حملة “اليهود والعرب يرفضون أن يكونوا أعداء” والتي تم نشرها عبر وسائط الشبكة العنكبوتية, لم يكن هذا شعارا, بل كانت هناك أيضا مظاهره تدعم هذا الهدف, تم عقد المحادثات عبر الفيسبوك والتي جمعت ما بين المجموعات السكانية. بشكل عام, تصنع المجموعات السكانية لنفسها أنظمة إغلاق (لتغلقها على نفسها), يتوجب تطوير أنظمه جديده تهدف الى بناء اللقاءات ما بين المجموعات السكانية.
2) التطبيقات الجماهيرية – تتواجد هذه التكنولوجيا لدى الجمهور, كما بإمكانه أن يتشارِكها. تشارك السفريات الى العمل, البحث عن المتنزهات التي تمكن من ممارسة الرياضات بشكل متشارك وللتخطيط للإستدامة.
3) منبر في الشبكة العنكبوتية والذي يتيح الحديث ويخلق حديث ونقاش ما بين عدة مجموعات سكانية مختلفة. “لقاءات للسلام” هي إحدى هذه الأمثلة, يعرض لنا إيتاي فارمن:
حتى فترة ما قبل الشهر, أدرت مدرسة الموهوبين على إسم رون فاردي, أُقيمت في هذه المدرسة جمعية Games for Peace. تعتمد هذه الجمعية على ألعاب الحاسوب عبر الشبكة العنكبوتية بهدف بناء التواصل ما بين مجموعات الشبيبة في مناطق الصراع. من الممكن أن تقوم هذه الطريقة بتقليص الفجوات. تم دمج ذلك كخطة دراسية في المدرسة التي أدرتها. من الممكن أن يتم تجميع الشبيبة عن طريق ألعاب الحاسوب. يتوجب عليهم القيام بمهام فرضية. قمت بتنفيذ هذا البرنامج في المدرسة لأني أؤمن بأن هذا النموذج هو صحيح و تنفيذه ممكن:
1. تغلبنا على فجوات المسافة, وقت السفريات وصعوباتها. عقدنا ثمانية لقاءات عبر الشبكة العنكبوتية التي أتاحت للأولاد اللعب سويا.
2. تصرف الأولاد في داخل حيّز الشبكة العنكبوتية وكأنهم شخصيات فرضية, مكنتهم هذه البيئة من خلق ما يريدون: البيوت, الوحوش, المركبات المعقدة. أقام الطلاب هذه البيئة بدون أي هوية طائفيه ودينية وجندريه.
3. تعتبر الألعاب الطريقة الأمثل لنسيان المشاكل, وللعمل على الإنتاج.
يلعب الطلاب في صف به معلّم عربي وآخر يهودي. كما أنهم يتعلمون كيفية تشغيل لعبة ماينكرافت. اثنان من الطلاب من مجموعه سكانية واحدة مقابل اثنان آخران من مجموعه سكانية أخرى. تكلم الطلاب مع بعضهم البعض مستعينين ببرنامج للترجمة. التقى الطلاب مرتين بشكل حقيقي بعد مرور ستة لقاءات, كان الأول في مدرسة يهودية, والثاني في مدرسة عربية. لاحظنا وجود علاقات دافئة بين المشاركين كنتيجة لهذان اللقاءان. تم التركيز بهذا اللقاء على النشاطات الإجتماعية. يرافق هذه اللقاءات من الجانب البحثي الدكتور روني برغر وأشخاص آخرين.
أنا المدير العام للمؤسسة في هذه الفترة, سنقوم بنهاية شهر تشرين الثاني بتدشين مشروع كبير يهدف الى ضم 10,000 شخص من الشبيبة الى ماينكرافت بهدف خلق قرية السلام. هذه هي طريقتنا لتجنيد الأموال وللتغلب على الفجوات. إن كان لأحد أي أفكار جديده بما يتعلق بمنابر أخرى فليعلمني به.
سؤال الجمهور: نحن نعلم أن اللقاء الإفتراضي هو أكثر عنصرية وتحريضاً من كونه مكان للقاءات. ما هي قدرة هذا اللقاء على تفكيك الأفكار المسبقة, للتعرف على هوية الآخر؟ هل هذا اللقاء مزيّف, هل تتغير الهويات, أين يتواجد هذا اللقاء ما بين الهويات الحقيقية؟
جواب: يتم مرافقة برنامج ألعاب من أجل السلام عبر دراسات وأبحاث, الهدف من ذلك هو فحص مدى تغير المواقف والآراء. يتقابل الأولاد واحدا مع الآخر بشكل حقيقي, العلاقات التي نراها هي دليل على ذلك. أوافق بأن اللقاءات في الشبكة العنكبوتية صعبة. فهي تجمعنا مع أشخاص مختلفين عنا بشكل تام. من الممكن سماع المتطرفين بشكل أكثر, هناك من يدفع للناس لكي يقوموا بكتابة التعليقات في الشبكة العنكبوتية, وكما في بقية الأماكن, من يبرُز أكثر ويصيح أكثر هو من يجذب الإنتباه. ومن هنا تنبع أهمية هذا البرنامج.
سؤال جمهور: يتم تنفيذ النشاطات النسوية الأكثر أهميه عبر الشبكة العنكبوتية. أكثر من 80% من اللاعبين هم من الذكور. تقوم البنات بلعب الألعاب التي تُصنّف مع المهام الجندريه الخاصة بالإناث خارج نطاق الشبكة العنكبوتية. تقول نكمورا: كل ما يتواجد في الخارج, يدخل الى الداخل.
الجواب: من الممكن أن يسبب العمل الجيد تغييرا, حصلت المدرسة على الجائزة الأولى في الروبوتية, أغلب الطلاب كانوا من الإناث.
سؤال جمهور: من الممكن رؤية اللغة كتكنولوجية رقمية تساهم في تقريب الأشخاص, من ناحية أخرى هناك حاجز اللغة. ما هي الطريقة التي تتغلب بها الشبكة العنكبوتية على حاجز اللغة؟
الجواب: من الممكن ترجمة النصوص بشكل فوري في موقع فيسبوك, ولكن الناس لا يريدون ذلك. هناك إمكانيات للترجمة, لكن لا يريد الطرفان معرفة لغة الآخر. التكنولوجيا ليست المشكلة, بل هي الإرادة.
تمت ترجمة هذه المحاضرة للغه العربيه لدى: العربيه للإستشارات
تلخيص المحاضره وتنقيحها: אסיף הוצאה לאור ומרכז כתיבה ועריכה