التخطيط الإجتماعي المستقبلي


الجلسة الأولى: التخطيط الإجتماعي المستقبلي في المدن المختلطة

المُوَجِّه: بروفيسور حاييم يعقوبي, رئيس قسم السياسة ونظام الحكم, جامعة بن جوريون في النقب

المتحدثون

  • بروفيسور عميه ليبليخ, رئيسة الكلية الأكاديمية للمجتمع والفنون، وبروفيسورة متقاعدة لعلم النفس، الجامعة العبرية.
  • مالكا غرينبرغرعنان، مهندسة وطالبة لدرجة الدكتوراه في الجغرافيا، الجامعة العبرية.
  • عضو الكنيست السابق د. حنا سويد، مؤسس المركز العربي للتخطيط البديل.

القدس 2015: التصعيد ليس مصادفة, بل أنه جزء من سياسه واضحه.

بروفيسور حاييم يعقوبي: أحداث الأيام الأخيرة في القدس والتي تُسميها الصحافه ب “التصعيد”, وكأن الحديث يدور حول عمليه طبيعيه خاليه من المضمون, تعتبر هذه الأحداث كلافتة تحذيريه. تشير مراقبة العمليات التخطيطية في القدس في السنوات الأخيرة الى القوه السياسية القمعية التي ينتهجها النظام الحضري والسياسي في القدس. القدس, المدينة الاستعماريه التي تم “تجميع أجزائها” من خلال فرض السيطرة الاسرائيليه على المدينة, خلقت هذه السيطره نوع من العزل بحق السكان الفلسطينيين في شرقي المدينة, وتم “زرع” السيطره الإسرائيليه داخل هذا الحيز.

12

هنالك دور أساسي للتخطيط وللهندسة المعمارية في هذه العمليات,  فإن الإجراءات التخطيطية ممكنه بسبب كونها مُستَثمَرة بنظام القوه (لجان التخطيط أو أقسام التخطيط في السلطات المحلية مثلا). عظمة قوة الدولة هي من تدعم خلق الغيتو الفلسطيني, بحيث أنها تعبر عن مصلحة القوه المسيطرة, مع التنكر عبر إظهار جانب مهني وحيادي,  لتصل سيطرتها لحد خلق منطقة حضرية.

 من الممكن تحديد ثلاث مراحل بالتاريخ الجيوسياسي الخاص بالمدينة. تعمل سياسة التخطيط في القدس منذ 1967 بشكل مكثف بهدف تهويد المدينه و لإبعاد السكان الفلسطينيين منها. يُعتبر التخطيط الحضري أحد أذرع هذه السياسة الفعالة والتي تم دعمها من قبل حكومات اسرائيل ومن قبل جميع رؤساء بلدية القدس على مر عصورها. شملت المرحلة الاولى في عملية استعمار الشرق الأوسط توسيع سيطرة منطقة البلدية عن طريق ضم قانوني ل 70 الف دونم من أراضي الضفه الغربية (يشمل المدينة الأردنية), بعد ذلك, تمت مصادرة ثلث هذه الأراضي لمصلحة المستوطنات (ما يُعرف بالأحياء المحيطة المقدسية), ذلك بالإضافة الى تصنيف 22% من هذه الأراضي كأراضي خضراء يُمنع على الفلسطينيين البناء بها. خلق البناء المكثف للمدن وللبنية التحتية نوعا من الانقلاب السكاني في الحيز الحضري المقدسي, والذي يعيش به اليوم ما يقارب ال 38% من اليهود. تقف هذه التغييرات الجيوسياسيه في قلب عملية عزل الحيز الفلسطيني في المدينة التي عمل بها نظام الحكم في عدة مجالات مثل التعليم, الطب, الرفاه والبنية التحتية (بشكل غير متساوي).

حدثت المرحله الثانية من هذه العمليه في أثناء العقد الماضي, والتي تضمنت بناء جدار الفصل الذي لا يتوجب التعامل معه كذراع أمني فقط, بل هو جزئ من تخطيط الحَيِّز الحضري في المدينة. وهذا لأنه أدى الى خلق منطقة عازلة وخانقة للحيِّز الحضري الفلسطيني. تعتبر المرحلة الثالثة التي نشهدها في السنوات الأخيرة أقل بروزاً, لكن تأثيره ليس أقل سلبية, تتضمن المرحلة الثالثة تصميم المباني في الأحياء الفلسطينية المهملة التي هي نتيجة لعقود من التمييز.

سأُعطي مثالاٍ على أقولي عن طريق قرار لجنة البناء والتخطيط في القدس والتي وافقت قبل عدة شهور على اقامة المدرسه الدينية “أور سميح” في الحي المقدسي الشيخ جراح في شرقي القدس. تتضمن الخطه بناء تسعة طوابق فوق الأرض لتأسيس مدرسة دينية تتكون من بيت تعليم للديانه اليهوديه وسكن داخلي لطلاب المدرسة الدينيه. كم المهم التركيز على أنه تم الموافقه على الخطة على الرغم من أن بعض الهيئات المهنيه أقروا بعدم ملائمة المنطقه لمدرسة دينية, وبأنه يتوجب استخدامها لمصلحة بناء مؤسسة ثقافية إجتماعية تعمل لخدمة سكان الحي. بهذه الطريقه, سيتم “شتل” “مشروع تخطيطي” في قلب الحي الفلسطيني الشيخ جراح بحيث يقوم هذا المشروع بالاستيلاء على احتياطي الأراضي ويصنع من الحي منطقة صراع.

حالة إضافية شبيهه هو مشروع “متحام كيديم”, “مركز زوار” كبير الحجم والذي سيتم بناءه فوق أنقاض أثرية تبعد عن البلده القديمة مسافة 20 متراً. يخترق “متحام كيديم”  بشكل ملحوظ مبادأ وقوانين التخطيط و سيؤدي تنفيذها الى أضرار كبيرة على منظر البلده القديمة والإرث الأثري بشكل لا يمكن تصليحه, ذلك بالاضافه الى سرقة بعض الأراضي من سكان حي قرية سلوان. لا يمكن اعتبار أعمال التخطيط هذه سوى عنف إداري تخطيطي تجاه سكان المدينة الفلسطينيين, هؤلاك السكان الفلسطينيين الذي تم تجريدهم من أراضيهم نتيجة للعمليتين اللتان ذكرتهما سابقا.

 من غير الممكن التغاضي عن الطريقة التي تنتهجها الدولة لتخصيص سيطرتها ومقدرتها على العمل بشكل عنيف لتضعها بين يدي جمعيات مثل إلعاد أو عطيرت كوهانيم, تعتبر هذه الجمعيات مسؤولة عن السيطره على البيوت الفلسطينية, وعن الإستيطان في قلب الأحياء الفلسطينية, وعن تطوير مشاريع مماثله لمشروع الحديقة الوطنية- هجان هلؤومي, ولمشروع منحدار جبل المشارف-مورادوت هار هتسوفيم, الحديقة الوطنيه عيمك تسوريم وحديقة الملك المقامة في ناحال كدرون – واد النار, هدف هذه المشاريع هو إقصاء وتشريد السكان الفلسطينيين من المدينة, ذلك بالإضافة الى هدف السيطرة المنفرده عليها.

لا يُعتبر التصعيد في القدس نتيجة التطور. بل إنه نتيجة مباشرة لإستراتيجية ولسياسة تُشكل خطر تجاه كل المقيمين في المدينة, والتي تتمثل بتقسيم المساحة الحضرية بين قوى قليلة العدد ومتطرفة والتي تملك مطامع خاصة- المدرسة الدينية “أور سميح” في الشيخ جراح وجمعية إلعاد في سلوان. يدور الحديث في جميع الحالات عن مواقع تم إقامتها في قلب الأحياء الفلسطينيه المتواجدة في مركز الاهتمام الأممي وذلك بسبب التوتر بين السكان الفلسطينيين وبين السلطات. في جميع الحالات, لهذه المشاريع أبعاد كثيرة لا تتوافق مع معايير التخطيط المهنية بسبب حجم البناء, والبرنامج التخطيطي والنسيج المتواجد في المنطقة. ومع ذلك, وعلى الرغم من الحاله التخطيطية والسياسيه الغير مسؤوله في تنفيذ هذه المناظر الهندسية الإستعراضية, يُصِر صنَّاع القرار على مواصلة التهام الأراضي الفلسطينية, وعلى نزع ما تبقى من الحيز الفلسطيني في المدينة, وعلى إقصاء السكان الفلسطينيين من المدينة وعلى العمل لتخريب أي إمكانية لحل في المستقبل.

يتجاهل العنف التخطيطي المُنفّذ في شرقي القدس في هذه الأيام أهمية المدينة وحساسيتها السياسية, لا يتم إدارة مراحل التخطيط بهدف مصلحة الجميع والتي تشمل سكان المدينة الفلسطينيين, بل أن مراحل التخطيط هذه تخدم مصالح بعض القوى السياسية التي تُعتبر أقلية وذات قوة سياسية كبيرة, ذلك بالاضافه الى قربها من مراكز القوه.

بروفيسور عمية ليبلاخ

أطلب الحديث عن تجمع سكاني صغير اسمة واحة السلام. إنها ظاهرة نادرة في طرف سلسله من الإمكانيات لتجمع سكاني مختلط. تستند الدراسة التي أجريت على واحة السلام على محادثات مع أكثر من 60% من سكان المكان, ما يقارب الخمسين عائلة. نصف هذه العائلات من اليهود, والنصف الأخر من العرب.

أيدولوجية التجمع السكاني صاحب الإسم المزدوج (يهودي وعربي):

  1. تجمع سكاني مختلط يتوجه اليه الناس من إرادتهم, لم يتم تأسيسه تاريخياً مثل عكا أو يافا. ليس به اعتبارات عقارية, أقيم في عام 1977 وبدأ بالتوسع في الثمانينيات.
  2. يتواجد به تساوي بالعدد بين العائلات اليهودية والعائلات العربية. من الممكن ملاحظة أن مراكز القوه في التجمع السكاني هي للعرب, وذلك بسبب احتمالات الدخل المتوفره للعرب, بينما يستطيع اليهود الحصور على دخل أعلى خارج التجمع السكاني.
  3. التعليم – مدرسة ثنائية القومية وثنائية اللغة. يتواجد في البلاد ست مدارس كهذه. اشترط دير اللطرون شرطاً واحداً لمنح الأراضي للمدرسه وهو تعليم ثنائي القومية. مع ذلك, هنالك بعض العائلات العربيه التي تشعر بأن التعليم الثنائي القومية يضعضع الهوية العربيه الخاصه بأطفالهم, وذلك لأن أطفالهم لا يُلمون باللغة العربيه جيداً. لهذا السبب, قام أهالي بعض العائلات بإرسال أطفالهم الى مدارس خارج التجمع السكاني, مثل الرمله.

حدود التجمع السكاني والمعيقات التي يواجهها

العبريه: خطأنا نحن كيهود بأننا لم نكتسب اللغه العربية ولم نتمكن منها. هناك عدم المساواه في الحقيقه بأن العرب يتحدثون اللغه العبريه بطلاقة, في حين أن اليهود لم يكتسبوا اللغه العربية. لهذا السبب, يتم عقد جلسات الأصدقاء باللغه العبرية.

الواجبات المدنية: الخدمة العسكريه, الخدمة المدنية إلزامية كانت أم طوعية. ما هو النموذج الذي نستخدمة لتربية من أنهى تعليمة المدرسي من الشبيبه؟ موضوع الخدمة العسكريه هو موضوع شائك سواء كان من النظرة الفلسطينية أم الإسرائيلية.

التقويم السنوي: ما هي أوقات الأعياد والإجازات؟ كيف يتم إدارة التقويم السنوي في داخل تجمع سكاني يملك ثلاث تقويمات سنويه: اليهودي والمسيحي والإسلامي. بالإضافة لذلك, كيف يتم الإحتفال بالإعياد: ماذا يَروون في عيد الأنوار- الحانوكا؟ ماذا يَروون في عيد الميلاد- الكريتمس؟ برمضان؟ كيف يتعاملون مع يوم ذكرى من سقط بمعارك اسرائيل من الجنود؟ يوم المحرقة؟ كيف يحتفلون بيوم الإستقلال الإسرائيلي؟

14

الطريقة

على الرغم من كل المشاكل, تتواجد في واحة السلام حياة سكانية وحياة جوار نموذجية يُقتدى بها, حتى في أصعب الأوقات وأكثرها توتراً.  تتواجد في واحة السلام حياه عادية روتينية. يرى الأولاد مجتمعات متعددة الشعوب, ففي البركة مثلا, لا يمكن التفريق ما بين اليهودي والعربي. الجميع أصدقاء ويتحدثون بشكل مختلط باللغتين. من الواضح أن الأشخاص يعملون ما في وسعهم للإمتناع عن التنافر, على الرغم من معرفتهم أنهم لا يتفقون على بعض المواضيع. هنالك العديد من الأمور التي قد تؤدي الى انفجار الخلافات, لكن, تبقى هذه الأمور مدفونة. وافق المقيمون في واحة السلام على عدم الإتفاق.

يتسائل بعض الأشخاص عن إن كان هذا هو الحد الأقصى الذي يتوجب فعله في تجمع سكاني مختلط, مع هذا, يعتبر ما يحصل في واحة السلام إنجازاً.

من غير المؤكد أنه تم ايجاد النموذج المثالي في واحة السلام, ولكن يتوجب أن نتعلم منه.

مالكا جرينبرغرعنان

إن كانت عميه قد تحدثت عن المفاوضات الإجتماعية ما بين المجتمعات المختلفة, يتطرق البحث الذي قمت به الى البعد الجغرافي بما يخص النساء وبما يتعلق بالجوانب الجندريه.

بهذه الفتره بشكل خاص, هنالك أهمية لعقد نقاش عن الحياة المشتركة. وذلك بسبب واجبنا لبناء البدائل للوضع الذي يتميز بالقمع. تمر القدس بعمليات بالغة الأهمية والتي ستغير طابعها, ذلك بالإضافة الى العمليات التي تحدث بها مثل بناء خط فاصل أو القطار الخفيف الذي يمر بالأحياء العربية. هناك بعض العمليات التي تخلق لقاءات بين المتدينين المتشددين, والعلمانيين والعرب. ولكن, هل تخلق هذه اللقاءات مساحة مشتركة في مدينة يتواجد بها إقصاء وعدم مساواة؟ من يمتلك هذا الحيّز؟ ما هي ممارسات سكان المدينة في هذا الحيّز ؟

أظهر العمل الميداني الذي تم تنفيذه ما بين الأعوام 2013-2014, منذ قتل أبو خضير منذ سنة, أظهر أن المجموعات السكانية تمتنع عن الإختلاط ببعضها البعض, ذلك بالاضافه الى مستوى الخوف المتزايد في المدينة. تتواجد القدس في قلب صراع عرقي وديني وقومي وسياسي. تُعرّف القدس كمدينة منقسمة, تشكل الحيّز الحضري فيها منذ عام 1967 نتيجة لصراعات السيطرة والقوة.

تُركّز المحاضرة على موضوع الجندريه في الحيّز العام. تطالب بعض المجموعات العرقيه بالحفاظ على الحدود مستخدمين موضوع الجندرية, فعلى سبيل المثال, تحافظ جمعية لهافاه على بنات إسرائيل. يتم اعتبار جسد المرأه كأمر مهم للمشروع القومي, كأمر ذو أهميه للحفاظ على الحدود العرقية والجغرافية. لذلك, يتم مراقبة شخصية المرأة بشكل أكبر في هذه المدن. من ناحية, النساء هن شكل من أشكال الضحايا في الحيّز الحضري, لكن ومن ناحية ثانية من الممكن أن يقوم هذا الحيّز بتحريرهن من توقعات اجتماعية ثابته, والسماح لهن بحرية الحركة وبالتحرر من السلطة الذكورية التي يواجهنها في المنزل.

طُلب من كل مشترك في البحث أن يقوم برسم خارطة جغرافية لفعالياته اليومية. بالإضافه لذلك, عُرِض أمامهم خارطة جغرافية للقدس, وطُلب منهم أن يذكروا الأماكن التي يعرفونها, والأماكن التي يشعرون بها بالخوف, وسُئلوا عن كيفية تقسيمهم للمدينة من الجانب العرقي والقومي, وأن يذكروا معرفتهم بالحي, وعن مدى شعورهم بالإنتماء وبالأمن بكل من هذه الأحياء. بالإضافة لذلك, تم توزيع أجهزة GPS على النساء فقط, وطُلب منهن أن يقوموا بتعبئة أجندة يومية لنشاطاتهن ولتحركاتهن.

رسمت كل هذه الامور “خارطة ذهنية” التي اعتمدها البحث بشكل أساسي. فعلى سبيل المثال:

  • إن نظرنا الى الخارطة الذهنية لمرأه تسكن في أبو طور. الحي الخاص بالمرأه مُعلَّم باللون الأخضر, والذي يعني الأمن. مركز القدس بنطرها هو المسجد الأقصى, بينما غرب المدينه بنظرها لونه أحمر, ومتشابك ويشكل تهديداً. لا تستطيع هذه المرأه تحديد ملكية الحيّز, والمكان الوحيد الذي تشعر به بالأمان هو الحي الخاص بها.
  • تختلف الخارطة الذهنية لطالبة جامعية إسرائيلية والتي تتجول بأنحاء المدينة. تلتقي مع الأصدقاء في المدينة وتستطيع أن تحدد ملكية حيز المدينة عن طريق الإنتماء.

7

تعكس هذه الخرائط إنشقاقات وصدوع واضحة, كيف تتحول هذه التجارب وقصص الحياة الى مفاهيم خاصة بسكان القدس؟ كيفيه تأثير هذه الخارطة الذهنية على المفاهيم؟ إنني أُجزم بأن لها تأثيراً كبيراً.

إن كنت تعيش في مكان معين, فستتبنى طرق معينة. يعيش في بسجات زئيف مثلا شرقيون يمينيين أكثر. لو أن نفس المرأه تسكن في رحافيا, فإنه من المحتمل أن تكون آرائها أقل تطرفاً.

تُظهر خارطة أُخرى أن معظم النساء اليهوديات تجولن في أحياء لسيت عربيه وليست تابعه لليهود المتشددين, مقارنتاً بمعظم النساء الفلسطينيات اللاتي تجولن في الأحياء اليهودية. ما هي أهمية هذا الامر لدى هؤلاء النسوه؟ ما هي الأمور التي استعملتها النساء لوصف الحيز الذي تجولن به؟

  1. تتجوّل المرأه الفلسطينية في الحيّز اليهودي لانها مرغمه على ذلك. يُسبب جدار الفصل شعوراً بوجود حاجز يقطع طريقها الى رام الله والى بيت لحم.
  2. على الرغم من الشعور بالخوف من التحدث باللغه العربيه في القدس, إلا أنه يُعتبر متنفساً من الحيز الفلسطيني الذكوري. تُجبر التحرشات الجنسيه في الحيّز الفلسطيني النساء على الإنتقال الى الحيّز اليهودي وذلك بهدف الحصول على الشعور بالحرية والأمان.

للتلخيص, تخلق موازين القوى الغير متساويه في القدس حالة تتميز بإختلاط سكاني في الحيّز العام. يطرح تخطيط الجدار في القدس سؤالاً مهماً لن نجيب عليه هنا. تشعر النساء الفلسطينيات بالخوف المزدوج- من ناحية قومية وجندرية. تعكس الخرائط الذهنية العلاقة للحيّز كما ولها تأثير على اختيار الملبس وعلى القرارات التي تتعلق باختيار أماكن التجوال والإمتناع عن الأماكن التي قد تشكل تهديداً.

عضو الكنيست السايق الدكتور حنا سويد

1H5ETxFMDTKtyYz3X8sNvg6IsyQEqhw3XpRownI4kXY

لو كانت هناك إمكانية لطلب حدوث أحداث لكي تتوافق مع موضوع اليوم الدراسي, لم يكن بإستطاعتنا طلب غير ما حدث. من غير الممكن في الشرق الأوسط بشكل عام, وهنا بشكل خاص, خلق وعزل مكانة الصداقة, والحياه المشتركة, والإحترام المتبادل, لطالما هناك اشتعال في المنطقة المحيطة لنا.

يدفعنا هذا الوضع الى العمل بهدف الحصول على حالة من العيش المشترك في المدن المختلطة, حاله تمكننا من تحييد التأثيرات الخارجية والحصول على العيش المشترك في حيّز حضري واحد. أود التركيز على إمكانية اختيار المعيشة في مدينة مختلطة, كما سمعنا عن حالة واحة السلام. لا اعتقد أن الإنتقال للعيش هناك ينبع من دافع عقاري, بل أنه ينبع من اختيار التغيير.

أود أن أركز على أهمية الإختيار الحر. إن أغلب التجمعات السكانية المختلطة عندنا لم تتطور ولم تُخلق بشكل اختياري, بل أنها وُجِدَت نتيجة لأسباب تاريخية, في حالة واحة السلام, فإن الدافع لإقامتها هو الإختيار والتطور الطبيعي.

يتوجب علينا في اسرائيل التخطيط لمدى 30-40 عاماً بدافع من مبدأ الفصل والمساواة. لا أعتقد بأننا جاهزون للدمج. مع إنني إنسان متفائل, إلا أني أعتقد أنه لن يكون هنا دمجاً حتى بعد ثلاثين عاماً. لذلك, وللقيام بعملية التخطيط, يتوجب النظر الى حالة تتميز بالفصل والمساواه. برأيي, حتى لو وُجِدَت حالة من المساواه التامه في اسرائيل, لرأينا حالات من الإحتجاجات. يتواجد في القدس أُناس يمتلكون كل شيء من الناحية الإقتصادية,  ولكننا نرى ظواهر مشابهه لتلك التي في الولايات المتحده الأمريكية والتي تتمثل بقيام رجل أبيض بإطلاق النار على أصدقائه. لا نرى دائماً توافقاً بين الوضع الإجتماعي والوضع الإقتصادي. الإحتلال هو الدافع للأشخاص في القدس الشرقية وليس الوضع الإقتصادي. هم يشعرون بأن أماكنهم المهمة بخطر.

لذلك, يتوجب تخطيط المدن من مبدأ الفصل والمساواة. الكنفدرالية الحضريه هي إحدى النماذج التي قد تلائم لهذا الوضع. تعودنا على التفكير بهذا المصطلح بشكل سياسي, عدة من المناطق التي تتعاون فيما بينها بمواضيع الخارجية والأمن, ولكن, من الممكن تطبيق هذا المصطلح بشكل حضري. يُعتبر الإلمام باللغة العربيه نقطةً إضافيةً مهمة لها تأثير على خلق المساواة, ذلك بالإضافة الى معرفة كبار الشخصيات الثقافية المنتمين الى الطرفين. من غير الممكن تخيّل حالة يعيشها الناس بشكل متساوي من دون أن يعرفوا الشعراء المنتمين الى الطرفين.

 قانون لجان القبول- قانون فاحش, هو مثال لأسلوب حكومي يتوجب تغييره لموضوع المدن المختلطة. يريد الناس الحرية بإختيار من سيسكنون معهم, وتشاركهم الدوله بهذا العمل. يدور الحديث عن أمور سخيفه والتي تتمثل بمصادرة أراض خاصة, وبإقامة تجمع سكاني يهودي عليها, ولا يتمكن أصحاب الأراضي الأصليين من السكن بهذا التجمع. أنادي بأن يكون السكن حُرّاَ. لا أود إجبار أي شخص بأن يسكن بجانبي إلا وفقا لإرادته. بجانب سياسة الفصل والمساواه, يتوجب علينا خلق الفرص التي تُعطي للناس الحرية لإختيار مكان مسكنهم.

 تلخيص المحاضره وتنقيحهاאסיף הוצאה לאור ומרכז כתיבה ועריכה

تمت ترجمة هذه المحاضرة للغه العربيه لدى: العربيه للإستشارات